مقال

موسوليني والقمصان السوداء والهراوة


بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا أما بعد ذكرت المصادر الكثير عن بينيتو أندريا موسوليني وهو حاكم إيطاليا ما بين عام ألف وتسعمائة واثنين وعشرين إلي عام ألف وتسعمائة وثلاثة وأربعين ميلادي، وكما ذكرت المصادر أنه في أوائل الألفية الثالثة صدر كتاب يحمل إسم دفتر كلاريتا يضم يوميات تضم مقتطفات من نصوص كتبتها عشيقة موسوليني كلارا بيتاتشي بين عامي ألف وتسعمائة واثنين وثلاثين ميلادي، حتي عام ألف وتسعمائة وثمانية وثلاثين ميلادي، وتكشف من خلالها جوانب مجهولة في شخصية بينيتو موسوليني، وتقول فيه ملاحظاتها عن شخصيته من خلال علاقتها به، وكانت هذه المذكرات محفوظة في أرشيف الدولة الإيطالية.

ثم أفرج عنها بعد حوالي سبعين عاما، وكما ذكرت المصادر أن من أهم أعمال موسوليني هو الفاشية، حيث دعا موسوليني إلى إجتماع وفيه أسس حزب سياسي أسماه الحزب الفاشستي، لكنهم لم يتصرفوا كحزب سياسي وإنما كرجال عنف وعصابات وقد لبسوا القمصان السوداء، وقال لهم موسوليني أن عليهم معالجة مشاكل إيطاليا وأن عليهم أن يكونوا رجالا أقوياء، فعندما يكون هناك إضراب عمالي يأتي الفاشيست ويوسعوا أولئك العمال ضربا، وفي صيف ألف وتسعمائة واثنين وعشرين ميلادي، كان هناك إضراب كبير في المواصلات وقد عجزت الحكومة في التعامل مع ذلك ولكن الفاشيست سيروا الحافلات والقاطرات وأنهوا الإضراب، ووصل الأمر أن طلب الأغنياء مساعدة الفاشيست لحمايتهم، ونجح الفاشيست في ذلك، وقد هزموا الشيوعيين في الشوارع.

وأرغموهم على شرب زيت الخروع، وكان الشعب يطالب بزعيم قوي مثل موسوليني ليقود البلاد، وقال موسوليني أنه الوقت المناسب للاستيلاء على السلطة، وفي أكتوبر قاد موسوليني مسيرة كبرى إلى مدينة روما حيث قال لأتباعه سوف تعطى لنا السلطة وإلا سوف نأخذها بأنفسنا، وهكذا أصبحت القمصان السوداء والهراوة علاقتين تميزان حركة موسوليني حتى أعيدت تسميتها لتصبح الفاشية، لكنها بقيت حركة هامشية، ففي إنتخابات عام ألف وتسعمائة وتسعة عشر ميلادي، لم يفوز أي فاشي بمقعد في البرلمان وحصل موسوليني نفسه على أربعة ألاف صوت فقط في مدينة ميلانو مقابل مائة وثمانين ألف للاشتراكيين، وعندما كتبت مجلة إلى الإمام الإشتراكية تنعي خسارة موسوليني في الإنتخابات، هوجم مقر الحزب الإشتراكي بالقنابل.

وحين داهم البوليس مكاتب مجلة موسوليني وجد قنابل ومتفجرات فتم سجنه أربع سنوات وتم إطلاق سراحه في عام ألف وتسعمائة وواحد وعشرين ميلادي، وأعلن موسوليني نفسه قائدا للحزب الوطني الفاشي، وحتى عام ألف وتسعمائة وستة وعشرين ميلادي، إستمر قمع الحكومة لمؤسسات الحكم المنتخبة وتم قتل القادة الذين عارضوا الفاشيين، وفي شهر نيسان ألف وتسعمائة وستة وعشرين ميلادي، حرّمت الإضرابات، وسُنّت قوانين عمل جديدة وأُلغي الأول من شهر أيار، وبدأ موسوليني بالتغيير في إيطاليا حيث بدأ بإلغاء كل الأحزاب الأخرى، فكان على الشعب أن يصوت للحزب الفاشيستي فقط، وكان على الشباب أن يتعلموا مبادئ الفاشيست، وكان يقول لهم موسوليني أن تعيش يوما واحدا مثل الأسد خير لك من أن تعيش مائة عام مثل الخروف، وكان على الصغار الإلتحاق بمعسكرات التسييس الفاشيستية وكان يتم إعدادهم كجنود صغار وكان عليهم الإيمان والطاعة والقتال.

sdytm165@gmail.com

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *