
بقلم: سيد البالوي
خليني في البداية أقولك ان الكتابة عن الجيش المصري تحتاج إلى التأمل بحب قبل الإبداع الفكري أو الدراسة الأكاديمية، و دا لأننا أمام جيش يحقق على أرض الواقع ما يفوق روايات الخيال الأسطورية.
ودائما ما أقول بطولات وانجازات الجيش المصري تفوق إبداع الكتاب والشعراء وحتى الاعمال الدرامية والسينمائية وما بها من مغامرات وخداع بصري لا يستطيع كل هذا تجسيد ما تم ويتم ونشاهده على كافة المستويات وهنا لا أقصد الجيش فقط الذي ربما يفهم البعض أن المعني به هو جيش الأسلحة وخوض معارك القتال هذا جزء من الجيش المصري الكبير الذي يخوض آلاف المعارك حتى في حالات السلم قبل الحرب والذي يشمل القوات المسلحة والمخابرات العامة والشرطة المصرية وفريق عمل رئاسة الجمهورية وعدد كبير جدًا من العلماء والعباقرة في جميع التخصصات وأقلام الدعم والدفاع لأن الحروب النفسية تستخدم كسلاح فاعل في كسر المعنويات.
أعلى الجيش المصري من قيمة الفكر والقراءة الجيدة للتاريخ والواقع مما جعله ليس فقط على علم بما سيحدث بالمستقبل بل يمكنه التدخل بالتغيير وإفشال خطط الأعداء قبل الشروع في تنفيذها، وعلى هذا من البراهين الكثير جدا كإفشال مخطط الشرق الأوسط وافشال صفقة القرن وافشال مخطط التهجير ومخططات التقسيم والإضعاف للدول الجوار.
وعندما نتحدث عن عبقرية حرب أكتوبر بالقراءة والتحليل تجد نفسك أمام عبقرية حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من تعظيم للعقل المفكر وتفوق للنبوغ العقلي الذي تخطى كل حدود وافاق المتوقع وجعل من الفكرة البسيطة بطولات اسطورية.
في الوقت الذي كان يتباهى فيه العدو بما لديه من قدرات عسكرية متقدمة كان العقل المصري ينسج له خيوط معركة جعلت من اللحظة الأولى جميع أسلحته بلا قدرة فاعله وجميع حصون الحماية له أصبحت واهيه والمانع الذي ظن أنه لا يجتاز انهار والجيش الذي ادعى أنه لا يقهر تقهقر ما بين قتيل واسير ومصدوم بهول ما يراه من جبروت وقدرات العقل المصري بالإمكانيات البسيطة ولكن بالعبقرية التي يمتلكها جيش مصر الكبير.
صنعت القيادة المصرية خطة عبقرية استفادت فيها من غرور وعنجهية العدو واوهمت قياداته بعدم قدرة الجيش عسكريا على خوض الحرب في الوقت الذي كانت تعمل العقول المصرية على خطة اجتياز المانع المائي ثم خط بارليف الذي كان يعد سلسلة من التحصينات الدفاعية تمتد على طول الساحل الشرقي لقناة السويس ونجحت العقول المصرية في جعل هذا المانع أو التحصين الدفاعي للعدو اضحوكة العالم.
جيش من سلاح المهندسين يعمل ليل نهار وجيش من أجهزة المخابرات العسكرية والمخابرات العامة يخوضون حرب شرسة مع أجهزة استخبارات العدو، وبعلم وتحت أعين الرئاسة تنفذ خطة الخداع الاستراتيجي حتى وقت وساعة الصفر التي تحولت فيها كل أوهام العدو الى سراب وصراخ من هول النيران المصرية.
هنا نتوقف عند أهم الدروس التي يجب أن ينتبه لها كل مصري ويجب أن تدرس في مدارسنا وفى جميع ندواتنا التثقيفية في الكلام عن حرب أكتوبر وهي عبقرية حرب أكتوبر التي اعتمدت على التفكير العقلي والتفوق الفكري الذي تفوق على التفوق التسليحي.
لذا ونحن اليوم بعد مرور اثنين وخمسين عام على حرب أكتوبر وفى ظل الحروب الإقليمية والاضطرابات الدولية وطغيان المنهجية الصهيونية العدوانية ليس فقط على الأراضي الفلسطينية بل على أراضي وسيادة دول عربية أخرى علت بعض الأصوات التي تتحدث عن احتمالية نشوب حرب بين الجيش المصري وجيش الاحتلال الصهيوني برغم من وجود تفاهمات وقف إطلاق النيران او اتفاقية السلام المبرمة في عام 1979.
أقول لك هذا احتمال ضعيف جدا حدوثه مهما بلغت حكومة الصهيون من الجنون لأنها تدرك المصير المحتوم وتعلم بأن مصر لن تبقى على وجود إسرائيل حال رصدها وأقول رصدها وليس ضربها لان الجيش المصري الكبير واعي جدا ويعلم بجميع مخططات العدو وحتى اليوم ونحن في حالة السلم أو السلام جميع أجهزة الجيش المصري الكبير تخوض حروب باستمرار ضد العدو وهذه الحروب رغم عدم استخدام الأسلحة فيها إلا أنها حروب شرسة وقوية وقريبا ستسقط حكومة الاحتلال ليس لأنها فقط حكومة متطرفة ولكن لأنها في اخر أنفاسها تحت أقدام أجهزة الاستخبارات المصرية القوة الضاربة للجيش المصري الكبير #تحياـمصر #سيدـالبالوي