بقلم/سماح سليمان

عن الذين يبتسمون وهم يتألمون

في ناس بتتوجع بصمت بتعيش كل لحظة كأنها اختبار جديد لقوة ما بقاش فيها
بيضحكوا في وش الناس ويتكلموا عادي لكن جواهم في صوت صغير بيقول: “كفاية”
مش لأنهم ضعاف بالعكس لأنهم تعبوا من فرط التحمّل

التعب الصامت موجع أكتر من أي وجع تاني
لأن مفيش حد بيشوفه
مفيش حد بيلحظه
ولا حتى بيحاول يفهمه

اللي بيتعب في صمت بيخاف يشتكي
بيخاف يُفهم غلط
أو يتقال عليه إنه “بيبالغ”
فيسكت
ويكتم
ويبتسم وهو بيتألم

يمكن أقسى أنواع الوحدة هي إنك تكون وسط الناس ومحدش حاسس بيك
كل حاجة حواليك شغالة صوتك ضحكتك كلامك لكن روحك مطفية
تحاول تشرح تتردد
تحاول تبين فتخاف
فتقرر ترجع لصمتك
لأن الصمت أهون من نظرة شفقة أو رد باهت

التعب الصامت بيعلّمك التمثيل ببراعة
تتظاهر إنك بخير وإنك متماسك
بس الحقيقة إنك بتنهار على الهادي كل يوم
يمكن محدش يعرف
لكن ربنا شايف
وعارف كل لحظة وجع عدّت عليك وأنت ساكت

وفي النهاية
مش عيب إنك تتعب
ولا ضعف إنك تقول “أنا محتاج أرتاح”
السكوت مش دايم
ويمكن يوم الصمت ده يكون أول طريق الشفاء
لأن أول خطوة للعافية… إنك تعترف إنك موجوع