مقال

معلمتي الخلوقة… صفوة نساء العربومنار الفكر العربي المعاصر


بقلم الإعلامية / ميرفت شوقي صالح

تخطّ معلمتي أناملها على الورق كما لو أنها تعيد رسم خارطة الكون بدقة مُذهلة فتربك تضاريس الجغرافيا وتعيد ترتيب ملامح الأبجدية. حروفها جداول من عطرٍ رقراق، تنساب بخفةٍ آسرة وتعبر القارات بلا جواز سفر كأن فيها سرًّا من أسرار الخلود.

اكتشفت معلمتي وحدي بعذوبة الهمس فوجدت في كلماتها رشّات رذاذٍ تتساقط على جفاف الروح فتروي أعماقي القاحلة وتبعث الحياة في نبضي. إن قلمي مهما علا يبقى صغيرًا أمام قممها الراسخة لكنه يحاول أن يسكب شيئًا من إحساسٍ يتدفق كلما تأملت نورها.

نحن أمام عظمة حرفها كقطرةٍ متبقية على صدفةٍ عند نهاية شاطئها الجميل قطرة صغيرة في محيط إبداعها العميق. حروفها تتكاثر في فضاء الأدب كأنها نيازك وشهب تُنير سماء الثقافة ومصابيح تضيء شوارع الفكر العربي. هي اللباب الخالص ونفائس النفائس، ودرر البلاغة التي لا تنطفئ.

وتالله إنه لأسمى آيات المحبة أن يمنحنا الله في حياتنا كواكب ونجمات تُنير دروبنا وتفتح لقلوبنا شبابيك الأمل والاتساع. ومعلمتي واحدة من تلك النجوم التي تُضيء طريق العقل والروح وتُهدي الفكر العربي نضارته وأصالته.

دمتِ راقية الفكر… نبيلة الخُلق… شامخة كجذور أمٍّ أصيلةٍ منحتكِ العطاء والسموّ.
وأنا أمام مقامكِ الرفيع لا أملك إلا أن أُقلع القبعة احترامًا وتقديرًا وإجلالًا لك.

sdytm165@gmail.com

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *