مقال

مزايا مواقع التواصل الإجتماعي


بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله على جزيل النعماء، والشكر له على ترادف الآلاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إمام المتقين، وسيد الأولياء، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الأصفياء، وأصحابه الأتقياء، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد إن كل الحوادث مبدأها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر، وكم نظرة فعلت في قلب صاحبها فعل السهام بلا قوس ولا وتر، ويا بائعا نفسه بهوى من حبه ضنى، ووصله أذى وحسنه إلى فناء، لقد بعت أنفس الأشياء بثمن بخس، كأنك لم تعرف قدر السلعة ولا خسة الثمن، حتى إذا قدمت يوم التغابن تبين لك الغبن في عقد التبايع، لا إله إلا الله سلعة الله مشتريها وثمنها الجنة والدلال الرسول صلى الله عليه وسلم، ترضى بيعها بجزء مما لا يساوي كله جناح بعوضة، ولقد تحولت شبكة العنكبوتية.

الإنترنت إلى ساحة فيها معركة شرسة تستهدف أجيال الغد في ترويج الجنس ونشر الإباحية وذبح الأخلاق ولقد أفسدت بعض المواقع في هذه الشبكة في وقت قصير ما لم تفسده بعض القنوات في سنوات ونحن اليوم بدأنا نلمس آثار ذلك في تصرفات بعض الشباب والفتيات وحركاتهم وملابسهم فهذا شاب يقع في شراك مخادعة تغريه حتى تفضحه وتهتك أستاره وأسراره، وهذه فتاة تقع ضحية لشاب يبتزوها حتى يوقعها في حبائله ثم يرميها كما يرمي لباسه، وهذه فتاة تنخدع بإغراء شاب وتعطيه أسرار بيتها فيفضحها ويعلن ذلك لأهلها وزميلاتها، وتلك فتاة تعقد صداقة عن طريق الإنترنت مع فتاة أخرى تنتهي هذه العلاقة بخلاف وخصام وعداوة جعلت كل واحدة تنتقم من الأخرى بنشر صورها وأسرارها للآخرين والأخريات، وغير هذه الوقائع كثير، فيا أخي مستخدم الإنترنت.

إذا ضغطت بأناملك على لوحة المفاتيح للإتصال على أحد المواقع وقبل أن تضغط على مفتاح الإدخال تذكر أن الله سبحانه وتعالى أقرب إليك من حبل الوريد، وهو عالم جل في علاه بالسر وأخفى، فانظر أخي الكريم إن كان الموقع الذي تريد أن تتصل معه، فيه شيء من غضب القوي العزيز فإني أناديك قائلا ” من عمل سيئة فلا يجزي إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب ” وإن كان الموقع الذي تريد أن تتصل معه فيه طاعة لله أو علم نافع مفيد أو أخبار للمسلمين فامضي على بركة الله وجد في الدعوى إلى الله وإحذر أن تقع فيما نهاك الله تعالي عنه، واعلموا يرحمكم الله أن الوسائل المتعددة ومواقع التواصل الإجتماعي شاء الله تعالي أن تولد وألهم الإنسان أن يفكر فيها ويتأمل، وكما أن مواقع التواصل قربت العالم.

وتساهم في إحياء الروابط القديمة بين الناس وتكوين المجتمعات الإلكترونية وتبادل الآراء والأفكار، ومن مزايا مواقع التواصل أن فيها سهولة في الإستعمال وتوفيرا للمال، ومواقع التواصل في غالب الأحيان لا تبني الشخصية العلمية كما تبني الدروس والحلقات والمحاضرات، وقد تكون مواقع التواصل تيارات وهمية غير صحيحة، وقد تضخم بعض الأحزاب الصغيرة الضعيفة، ومواقع التواصل كغيرها فيها الصالح والطالح والسلب والإيجاب والعفة والعهر وغيرها، لذا يجب التعامل معها بحذر، وأسال الله عز وجل أن يجمعني وإياك في جنات النعيم وأن يقينا وإياك سوء الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم آمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

osama elhaowary

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *