
فيه فرق إنك تنسحب لتحافظ على كرامتك ومبادئك
كتبت: الإعلامية ميرفت شوقي صالح
ليس كل انسحاب هزيمة وليس كل بقاء قوة.
أحيانًا يكون القرار الأصعب والأشجع هو أن نغادر مكانًا استنزفنا لا لأننا عاجزون عن المواجهة بل لأن كرامتنا ومبادئنا أثمن من أي استمرار زائف.
حين ندرك كذب من حولنا واستغلالهم لثقتنا يصبح الصمت والرضا والاستمرار دون موقف هو الضعف الحقيقي. الضعف ليس في الانسحاب بل في أن نرى الحقيقة واضحة ونختار تجاهلها ونسمح بتكرار الإهانة تحت مسمى الصبر أو المجاملة أو الخوف من الخسارة.
وعندما نصل إلى لحظة الإدراك، يتوقف المشوار تلقائيًا.
يتوقف ليس لأننا فشلنا ولكن لأننا فهمنا. نفهم أن الاستمرار في بيئة لا تحترمنا هو تنازل تدريجي عن الذات وأن الحفاظ على الحق لا يعني الضجيج بل أحيانًا يعني الانسحاب بهدوء وكرامة.
لم نكن أغبياء يومًا بل كنا صادقين أكثر من اللازم.
وثقنا في أصدقاء أو في من ادّعوا الصداقة فكانت الصدمة أقسى لأن الخذلان لا يأتي دائمًا من عدو ظاهر بل كثيرًا ما يأتي من شخص منحناه الأمان.
وهنا تكون الهزائم موجعة لا لأنها أسقطتنا بل لأنها أيقظتنا.
هزائمنا لم تكن على يد عدو ظاهر بل صديق ائتمناه.
لكن حتى هذه الهزائم تحمل درسًا عميقًا:
أن النية الطيبة ليست ضعفًا وأن الثقة ليست خطأ إنما الخطأ أن نبقى في مكان كسرنا بعد أن عرفنا الحقيقة.
خلاصة الحكاية:
الانسحاب حين يحفظ الكرامة قوة
والتوقف حين يحمي المبادئ انتصار
والوعي المتأخر… بداية جديدة لا نهاية.

