
بقلم الإعلامية : ميرفت شوقي صالح
من أصعب أنواع الخذلان هو ذاك الذي يأتي من الأخوات، فالأخت لا تُعتبر مجرد فرد في العائلة بل تُعدّ في كثير من الأحيان صديقة وأمًّا ثانية وسندًا في الحياة. لذا، حين يأتي الغدر منها، يكون الألم مضاعفًا لأن الطعنة جاءت من القلب لا من الغريب.
غدر الأخت قد يكون في شكل خيانة للثقة إفشاء أسرار، تخلٍّ وقت الحاجة أو حتى الغيرة والتنافس السلبي. وكل هذه التصرفات تزرع جرحًا عميقًا في النفس يصعب شفاؤه، ليس لأنها مؤذية فقط بل لأنها غير متوقعة.
الأسرة يجب أن تكون الملجأ الآمن، لكن حين تنكسر الثقة بين الأخوات تتحول العلاقة من دفء ومحبة إلى توتر وقطيعة. في بعض الحالات يكون الغدر ناتجًا عن تربية خاطئة، أو تراكم مشاعر لم تُحلّ أو تدخلات خارجية تزرع الفتنة بين الإخوة.
لكن رغم الغدر، يبقى الرابط الأسري مختلفًا. وقد يسامح الإنسان لأن الدم لا يتحول إلى ماء لكنه لن ينسى بسهولة. فالغدر لا يُمحى بالكلام بل يحتاج إلى وقت وصدق لإعادة بناء ما تهدّم.
في النهاية الأخت التي تغدر بأختها تخسر أكثر مما تكسب، لأن الأخوّة كنز نادر، ومن يفرّط فيه لا يدرك قيمته إلا بعد فوات الأوان.