
كتب / أيمن محمد على
فى مشهد سياسى حاسم وجه الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي رسالة وُصفت بـ النارية خلال كلمته الأخيرة، مؤكداً أن إسرائيل أضاعت الفرصة الأخيرة للسلام وأنها لا تزال تراهن على القوة العسكرية والعدوان المستمر بدلاً من الاستجابة لصوت العدالة وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.
السيسي شدد على أن مصر، التي لعبت دوراً محورياً لعقود في محاولات تحقيق السلام، لم تعد قادرة على تحمل المزيد من المماطلة الإسرائيلية، موضحاً أن ما يجري على الأرض ليس مجرد نزاع سياسي بل جريمة إنسانية مكتملة الأركان.
ضغوط دبلوماسية متصاعدة
الرئيس المصري دعا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤوليته التاريخية، ووجّه رسالة واضحة إلى القوى الكبرى بأن استمرار الصمت على ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات سيؤدي إلى انفجار الأوضاع في المنطقة بصورة لا يمكن احتواؤها.
مصادر دبلوماسية أكدت أن تصريحات السيسي تحمل دلالات قوية على أن القاهرة باتت ترى أن محاولات الوساطة لم تعد تجدى نفعاً وأن إسرائيل فوتت الفرصة الأخيرة التى كانت متاحة أمامها للوصول إلى تسوية عادلة.
مصر بين الثوابت والتحديات
يرى مراقبون أن خطاب السيسى يعكس ثبات الموقف المصرى الذى يعتبر القضية الفلسطينية حجر الزاوية فى استقرار المنطقة، لكنه فى الوقت نفسه يكشف حجم التحديات التى تواجهها القاهرة وهى تحاول الموازنة بين جهودها فى الوساطة ومصالحها الاستراتيجية.
قراءة فى الرسالة
الرسالة النارية التى وجهها الرئيس المصرى تحمل إنذاراً غير مباشر لإسرائيل بأن استمرارها فى سياسة فرض الأمر الواقع لن يؤدي إلا إلى مزيد من العزلة الدولية وأن مصر — بما لها من ثقل سياسى وجغرافي — لن تقف مكتوفة الأيدى أمام تهديد الأمن الإقليمى وحق الشعب الفلسطينى فى الحرية والاستقلال.