أخبار دولية

رسالة الأمانة العامة لجائزة فلسطين العالمية للآداب إلى المشاركين الأبطال في أسطول الصمود لكسر الحصار عن غزة


متابعة : ماهر بدر

بسم الله الرحمن الرحيم

من الأمانة العامة لجائزة فلسطين العالمية للآداب إلى الأرواح الشجاعة،وقلوبكم التي لا تُقهَر، أبطال أسطول الصمود لكسر الحصار عن غزة الصامدة


أيها المناضلون، أيها الأحرار،

بقلوب مفعمة بالإجلال والإكبار، وبأقلام ترفض أن تُسكت، نتوجه إليكم من أعماق وجداننا الإنساني، نحن في الأمانة العامة لجائزة فلسطين العالمية للآداب ونيابة عن الكتّاب والأدباء والناشرين وكل من يروي فلسطين، نقول لكم: إن أشرعتُم شراع الأمل في بحر اليأس، ونفختم في أشرعته رياح الإرادة، فإننا معكم، قلباً وقالباً، قلماً وروحاً.
إنكم تبحرون لا نحو جغرافية محاصرة فحسب، بل نحو ضمير العالم النائم، لتوقظوه من سباته بصيحات الحق التي لا تخفت.
ليست رحلتكم مجرد عبور للمياه، بل هي عبور للتاريخ. إنها إعادة كتابة لخرائط الإنسانية التي شوهتها سياسات القوى الاستكبارية الظالمة والاحتلال الصهيوني القاتل للأمل.
كل موجة تصطدم بمقدمتكم هي تحية بحرية عتيقة لكل موجة صمود تتكسر على صخور شواطئ غزة.
وكل قطرة ماء تتناثر حولكم هي دمعة فرح من سماء العدالة التي طالما جفّت.
إنكم تحملون في سفنكم لا المؤن والغذاء والدواء فحسب، بل تحملون أقوى سلاح عرفه البشر: سلاح الكرامة.
إنها كرامة شعب رفض أن يموت، وكرامة إنسان رفض أن يصمت، وكرامة أمة تتحدى أعتى آلات الحرب والدمار.
إن مشاركتكم في هذا الأسطول ليست حدثاً عابراً في سيرتكم الذاتية، بل هي أسمى وأجمل فصول الإبداع الذي ستكتبونه بعملكم البطولي وعيون اطفال غزة من شواطئ ها تنظر اليكم بنظرة الأمل، لأن أعظم قصيدة لن تُكتب بحبرٍ على ورق، بل تُكتب بشجاعة في وجه الظلم.
وأعظم رواية هي التي يكون بطلها الحقيقي أنت، حين تتحول من راوٍ للتاريخ إلى صانعٍ له.
وأجمل نشرٍ للكلمة هو أن تنشر قيم الحرية والعدالة وسط أمواج متلاطمة وتكون للمظلوم عوناً وللظالم خصماً.
اسطلوكم يشق اليوم بحر الصمت العالمي لفتحة نور أمل لدى أبناء غزة الابطال و المقاومين.
أنتم الأمل والحياة وأنتم أمواج التحدي..
إننا في الأمانة العامة لجائزة فلسطين العالمية للآداب، التي تُكرّم من يجسدون بقلمهم روح فلسطين، نرى فيكم التجسيد الحي لأعظم إبداع.
أنتم القصة التي لا تحتاج إلى تأويل، أنتم القصيدة التي تقرأ نفسها بنفسها، أنتم الرواية التي تكتب فصولها بأيدٍ لا ترتعش.
إن إرادتكم هو النص الأصلي، ونحن هنا مجرد قارئين مبهورين، نقف إجلالاً لإرادتكم.
لذلك، فإن هذه الكلمات ليست مجرد رسالة دعم، بل هي تعهد.
تعهد منا بأن نحوّل رحلتكم هذه إلى نصوص، إلى قصائد، إلى روايات.
سنجعل من شجاعتكم مادة للذاكرة الجمعية، نرويها لأطفالنا وأحفادنا، كي يعلموا أن هناك رجالاً ونساءً كانوا أكثر جدارة بلقب “إنسان” من كل الأنظمة الدولية مجتمعة.
سنكرمكم في قلوبنا قبل أي منصة، لأن وسامكم الحقيقي هي تلك البسمة التي ستظهر على شفاه طفل في غزة عند وصولكم.
إن بحركم هذا، أيها الأبطال، هو نفس بحر العزّة الذي انطلقت منه أساطيل الحرية عبر التاريخ.
وعدوكم هو نفسه عدونا: أولئك الذين يظنون أن الحصار يمكن أن يقتل الحلم.
لكنهم لا يعلمون أن حلم غزة أكبر من كل حصار، وأن إرادتكم أقوى من كل تهديد صهيوني.
وسنشهد نصراً قريباً بعون الله تعالى..
واعلموا أن ملايين القلوب معكم، ترافقكم في كل لحظة، وتنتظر أن تصل رسالتكم: رسالة الحياة في وجه الموت، والإنسانية في وجه البربرية الصهيو-اميركية.
وختاماً، نقول لكم: عندما تصلون إلى شاطئ غزة، وقبل أن تلمس أقدامكم ترابها الطاهر، انحنوا وقبلوا أمواج البحر نيابة عن كلّنا.
فهي تحمل دمعنا، وصلاتنا، وأملنا، وأنتم، برحلتكم هذه، تثبتون أن الإرادة والانسانية لم تمت، بل إن الإرادة تولد من جديد كلّما وجد إنساناً شجاعاً يرفض أن يكون رقماً، ويصرّ على أن يكون قصيدة.
وإن غزة لتبقى، ولتنتصر إرادة الحياة..

ميثم نيلي
رئيس المجلس الأعلى لجائزة فلسطين العالمية للآداب

osama elhaowary

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *