Uncategorized

دور المرأة العربية في عصر التحول الرقمي وريادة الأعمال المستدامة



بقلم : سهام محمد  راضي

كلمة الدكتور عبدالرحيم أحمد الديوي – مقرر عام المؤتمر
في مؤتمر ومنتدى المرأة العربية لريادة الأعمال
تحت شعار: “معًا نصنع ريادة عربية”
الجمعة 28 نوفمبر 2025 – فندق أركان بيراميدز
تحت رعاية المؤسسة المصرية الأفريقية (أ/ حنان حنا) وأليكس لريادة الأعمال (م/ أبانوب فوزي)



إن عقل المرأة إذا ذبل ومات، فقد ذبل عقل الأمة كلها وماتت”.. بهذه العبارة التي تُجسّد قيمة المرأة ومكانتها، استهلّ الدكتور عبدالرحيم أحمد الديوي كلمته، مؤكدًا أن نهضة المرأة هي نهضة أمة بأكملها، وأن حضورها في الساحة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية صار عنصرًا رئيسيًا في تشكيل مستقبل الدول العربية.


المرأة العربية في قلب التحول الرقمي

أكد الدكتور الديوي أن المرأة العربية تلعب دورًا متناميًا في بناء الاقتصاد الرقمي عبر عدة مسارات تشمل ريادة الأعمال، وصناعة المحتوى، والابتكار، والمشاركة في القوى العاملة الرقمية. وأشار إلى أن حضورها في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يتزايد في بعض الدول العربية، حيث تشكّل في مصر وحدها أكثر من 40% من العاملين في هذا القطاع.

كما باتت المرأة العربية – بحسب كلمته – قوة مؤثرة في الفضاء الرقمي، سواء من خلال المحتوى الهادف أو عبر بناء مشاريع ريادية ناجحة، مستشهدًا بتقارير بنك المعرفة المصري التي تبرز تحول المرأة العربية إلى صوت فاعل وشريك حقيقي في تشكيل الوعي الرقمي لدى المجتمع.

ريادة الأعمال الرقمية والابتكار

أوضح الديوي أن الاقتصاد الرقمي فتح أمام المرأة فرصًا واسعة لإطلاق مشروعات خاصة، خصوصًا في مجالات التجارة الإلكترونية والاقتصاد التشاركي، لافتًا إلى دورها المتزايد في تعزيز الابتكار داخل المؤسسات التي تعمل بها، ورفع مستوى رضا العملاء، وتطوير حلول جديدة تلائم احتياجات السوق.

كما أكد أن المرأة العربية أصبحت عنصرًا مهمًا في الحفاظ على الهوية الوطنية وغرس القيم الأصيلة داخل الأسرة، مستفيدة من الأدوات الرقمية في نشر الوعي وتعزيز الروابط الثقافية.

التحديات التي تواجه المرأة في البيئة الرقمية

ورغم هذا التقدم، لم يغفل الديوي الإشارة إلى أبرز التحديات التي تعيق المرأة العربية، ومنها:

الفجوة الرقمية ونقص التدريب الكافي.

العنف الرقمي والابتزاز الإلكتروني.

ضعف التمثيل القيادي في بعض المؤسسات.


ودعا إلى ضرورة تطبيق سياسات وتشريعات داعمة، تحمي المرأة وتضمن وصولها المتكافئ للفرص.

حلول مطروحة لتعزيز التمكين الرقمي

قدم الديوي مجموعة من الحلول العملية، تشمل:

إطلاق برامج تدريبية متخصصة لتطوير المهارات الرقمية.

سن تشريعات قوية لمواجهة العنف الرقمي وحماية الخصوصية.

نشر الوعي بالاستخدام الآمن للتكنولوجيا.

توفير منصات داعمة لسيدات الأعمال لتوسيع أعمالهن عبر البيئة الرقمية.


المرأة العربية وريادة الأعمال المستدامة

وتوسع الديوي في حديثه عن دور المرأة في ريادة الأعمال المستدامة، مشيرًا إلى أنها أصبحت شريكًا فاعلًا في تطوير حلول لمواجهة التغير المناخي، وبناء مشروعات تعتمد على الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة.
كما ساهمت – بحسب كلمته – في دعم المجتمعات المحلية وتعزيز الأمن الغذائي، خاصة في المناطق الريفية.

وفي مجال الابتكار والتكنولوجيا، تستفيد المرأة من أدوات التحول الرقمي لتطوير مهارات جديدة، والوصول إلى أسواق أوسع، وخلق فرص عمل تسهم في تنويع الاقتصاد العربي.

العقبات وطرق تجاوزها

سلّط الديوي الضوء على عدة عوائق لا تزال تواجهها المرأة في طريق ريادة الأعمال، من بينها:

صعوبة الحصول على التمويل.

الفجوات الرقمية والتحيزات المجتمعية.

الحواجز الاجتماعية التي تحد من التواصل وبناء العلاقات المهنية.


وطرح مجموعة من الحلول، من أهمها:

1. تفعيل مبادرات التمويل والتدريب من قبل الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات المحلية والدولية.


2. دمج ريادة الأعمال في المناهج التعليمية منذ المراحل المبكرة.


3. إنشاء منصات معلوماتية موحدة لربط رواد الأعمال.


4. تعزيز التعاون بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لخدمة أهداف التمكين.


5. تنفيذ برامج تدريبية وورش عمل عملية تُتيح للمرأة تعلم الحرف والمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر.



ختام

اختتم الديوي كلمته بالتأكيد على أن تمكين المرأة العربية في عصر التحول الرقمي لم يعد رفاهية، بل ضرورة لتحقيق التنمية الشاملة، وأن ريادة المرأة القائمة على التكنولوجيا والابتكار هي حجر الأساس لمستقبل عربي أكثر إشراقًا واستدامة.

osama elhaowary

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *