
انقطاع التنفس أثناء النوم وخطر النزيف الدماغي
كتب عصام السيد شحاتة
في السنوات الأخيرة، لم يعد انقطاع التنفس أثناء النوم مجرد اضطراب يسبب الشخير أو الإرهاق الصباحي، بل بات مرتبطًا بصحة الدماغ على المدى الطويل، حيث سلّطت دراسة حديثة من معهد دراسة الجينوم البشري في كوريا الجنوبية الضوء على علاقة مقلقة بين انقطاع التنفس الانسدادي النومي (OSA) المتوسط إلى الشديد وحدوث نزيف دماغي دقيق microbleeds الذي قد يرفع خطر الإصابة بالخرف وألزهايمر بنسبة تصل إلى 20-30% مع التقدم في العمر.
هذه النزيفات الدقيقة، غير مرئية بالعين المجردة، تتراكم في مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والإدراك، مما يؤدي إلى تلف عصبي تدريجي، وتزداد مع نقص الأكسجين الليلي الذي يحدث في 2-3% من السكان العالميين، خاصة فوق سن 65 عامًا.
الدراسة، التي شملت مئات المشاركين، أظهرت ارتباطًا قويًا لكن غير سببي مباشر، مما يفتح الباب لأبحاث إضافية حول ما إذا كان علاج OSA يقلل من هذه المخاطر، مع التركيز على أهمية الفحص المبكر للحفاظ على صحة الدماغ.
أعراض ومخاطر انقطاع التنفس الانسدادي
الشخير العالي، توقف التنفس لثوانٍ أثناء النوم، الإرهاق النهاري، والصداع الصباحي، يصيب 1 من كل 5 بالغين ويزداد مع السمنة.
- التأثير على الدماغ يقلل من تدفق الأكسجين، مما يسبب التهابًا عصبيًا وتراكم بروتينات مثل الـ tau، مرتبطة بألزهايمر، مع دراسات تشير إلى زيادة خطر الخرف بنسبة 1.5 مرة.
- المضاعفات طويلة الأمد يرتبط بارتفاع ضغط الدم والسكتات، وفي الدراسة الكورية، كان 40% من المصابين الشديدين أكثر عرضة للنزيف الدقيق.
علاج انقطاع التنفس يشمل أجهزة الضغط الإيجابي المستمر (CPAP)، التي تحسن الأكسجين بنسبة 70-80% وتقلل من النزيف الدماغي المحتمل، مع فقدان الوزن كوسيلة وقائية فعالة.
الدراسات الحديثة، مثل تلك من مايو كلينيك، تظهر أن استخدام CPAP يقلل من تراكم الـ tau بنسبة 20%، مما يدعم دوره في منع الشيخوخة المبكرة للدماغ، ويُنصح بفحص النوم للأشخاص فوق 50 عامًا.

