انحراف عربه قطار الجيزه
بقلم/نشأت البسيوني
في مشهد ثقيل ظل يسرق أنفاس المارة وكل من تابع الواقعة بدت الساعات الأولى من فجر الجيزة وكأنها مسرح لعملية إنقاذ دقيقة بعدما خرجت إحدى عربات القطار الروسي عن القضبان لتتحول خطوط السكة الحديد إلى نقطة طوارئ مكتظة بالعمال والأوناش الثقيلة وتقدمت فرق الصيانة إلى الموقع فور الإبلاغ تعمل في ظلام يقطعه ضوء الأوناش وأجهزة الرفع بينما تحيط الكتل
الخرسانية بالمسار من الجانبين ما جعل مهمة استعادة العربة إلى وضعها الطبيعي عملية في غاية التعقيد ورغم صعوبة المكان وضيق المساحة تحركت الطواقم بحذر شديد حول العربة لتحديد نقاط الرفع وضبط مسار العودة دون إلحاق ضرر إضافي ومع كل حركة من ذراع الونش كانت الأنفاس محتبسة فالعملية لا تحتمل أي خطأ خصوصا وأن أي انزلاق أو اختلال في التوازن كان يمكن
أن يزيد من حجم الخسائر ومع ذلك مضت فرق الطوارئ بخبرة واضحة تراقب كل خطوة وتعيد تقييم الوضع لحظة بلحظة
وأكدت مصادر بهيئة السكة الحديد أن العمل استمر لساعات طويلة بهدف السيطرة على الوضع بأعلى درجات الأمان فيما جرت مراجعة مسار القضبان بالكامل قبل التفكير في إعادة تشغيل الحركة وأضافت المصادر أن فريق التحقيق سيعلن خلال الفترة
المقبلة الأسباب التي أدت إلى خروج العربة وسط توقعات بإعادة النظر في أجزاء من البنية التحتية وتحليل ظروف التشغيل
الحادث أعاد بقوة الحديث عن ضرورة الإسراع في تطوير منظومة السكة الحديد ورفع كفاءة خطوطها فسلامة الركاب والعاملين تظل الهدف الأهم بينما تكشف مثل هذه الحوادث عن نقاط تحتاج إلى مراجعة وتحديث وبرغم ما حملته اللحظة من توتر وقلق فإن
سرعة التدخل وقدرة الفرق الفنية على التعامل مع الوضع أنقذت المشهد من تطورات أكبر وظلت الجيزة شاهدة على ليلة صعبة انتهت بتثبيت العربة وبدء تجهيز الخط لاستعادة الحركة تدريجيا
