جريدة شبكة الأخبار الدولية مقال

العلاقات الزوجية.. عندما تتحول من مودة ورحمة إلى صراع ندّية


بقلم: سهام محمد راضي

الحياة الزوجية وُجدت لتكون سكنًا ومودة ورحمة، لكن حين تتحول العلاقة بين الزوجين إلى صراع “ندّ بالندّ”، تختفي قيم التفاهم، ويبدأ النفور يحل محل الألفة. الندية في الزواج تُفقد العلاقة معناها، لأنها تقوم على التحدي المستمر بدلاً من المشاركة، وعلى إثبات الذات بدلاً من تبادل الاحترام.

المشكلة لا تقف عند حدود الزوجين فقط، بل تمتد آثارها إلى الأبناء الذين ينشأون في بيئة مشحونة بالصراعات، فيحملون في داخلهم آثارًا نفسية قد تلازمهم طوال العمر.

ومن أخطر ما يزيد الطين بلة، تدخل الأهل من كلا الطرفين في تفاصيل الحياة الزوجية. فحين يترك الزوجان مشكلاتهما لتصبح موضوع نقاش بين العائلتين، يتسع الشرخ بدلاً من أن يضيق. التدخلات قد تبدأ بحسن نية، لكنها سرعان ما تتحول إلى طرف ثالث يشعل الخلاف بدلاً من إطفائه.

الحقيقة أن نجاح العلاقة لا يقوم على طرف واحد فقط؛ فالزوج الذي يحتوي زوجته، ويحافظ عليها، ويوفر لها سبل الراحة، ويصونها أمام نفسه وأمام الناس، يستحق أن يقابل بتقدير وحب وليس بأنانية أو جحود. وكذلك الزوجة التي تمنح زوجها المودة والاحترام وتقدّر جهوده، لا ينبغي أن تُقابل بالتقصير أو الإهمال.

الحياة ليست مثالية، والمشكلات الصغيرة أمر طبيعي بل قد تكون مطلوبة لتقوية أواصر العلاقة إذا واجهها الزوجان معًا بالحب والتفاهم. أما إذا غابت المودة وحضر العناد والتدخلات الخارجية، فإن البيت يفقد توازنه، ويتحوّل الأبناء إلى ضحايا صامتين.

فلنحرص جميعًا على أن يكون البيت شراكة حقيقية، لا ساحة معركة، وأن يكون الحوار والتفاهم هما لغة الحياة.

sdytm165@gmail.com

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *