كتبت :مريم أسامة
شهدت مصر مساء اليوم حدثًا تاريخيًا استثنائيًا، حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي رسميًا افتتاح المتحف المصري الكبير، في احتفالية عالمية حضرها ملوك ورؤساء وأمراء من مختلف دول العالم، ليصبح المتحف أكبر صرح أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة.

لحظة رمزية تجمع قادة العالم
وخلال الحفل، شارك قادة الدول الصديقة والشقيقة في لحظة رمزية مميزة، حيث تلقى كل منهم نموذجًا مصغرًا للمتحف يحمل اسم دولته، ووضع كل قائد القطعة المخصصة لبلاده في مكانها داخل النموذج، في مشهد يجسد مشاركة شعوبهم في بناء هذا الصرح الحضاري العالمي.
واختتم الرئيس السيسي هذه اللحظة التاريخية بوضع القطعة الأخيرة التي تمثل مصر، معلنًا افتتاح المتحف رسميًا. وفور وضع القطعة الأخيرة، أضاء التصميم بالكامل في عرض بصري مبهر أظهر إضاءة جميع قاعات المتحف واحدة تلو الأخرى، ليعكس عظمة وروعة هذا الإنجاز الوطني الكبير.

كلمات الرئيس السيسي في افتتاح المتحف المصري الكبير
وخلال كلمته في الحفل، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي:
«أتقدم بتقديري للجهد المخلص الذي بذله أبناؤنا على مدار الأعوام السابقة من مسؤولين ومهندسين وباحثين وأثريين وفنيين وعمال من أجل تحقيق هذه المهمة التاريخية العظيمة».
وأضاف الرئيس السيسي أن المتحف المصري الكبير يمثل صورة مجسمة تنم عن مسيرة شعب سكن أرض النيل منذ فجر التاريخ، فكان ولا يزال الإنسان المصري دؤوبًا صبورًا كريمًا، بناءً للحضارات، صانعًا للمجد، معتزًا بوطنه، حاملًا راية المعرفة، وواصلًا دائمًا للسلام.
كما شدد الرئيس السيسي على أن مصر كانت وستظل واحةً للاستقرار، وبوتقةً للثقافات المتنوعة، وراعيةً للتراث الإنساني عبر العصور.

تفاصيل الحدث العالمي
وشهد الحفل حضور 79 وفدًا رسميًا من مختلف دول العالم، من بينهم 39 وفدًا برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، في تأكيد واضح على المكانة الحضارية والتاريخية التي تحتلها مصر على الساحة الدولية.
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة انتصار السيسي قرينة رئيس الجمهورية الوفود المشاركة في الاحتفالية، التي تضمنت عروضًا مبهرة تبرز عراقة الحضارة المصرية القديمة. وكان الملك توت عنخ آمون أحد أبرز الرموز التي سلط عليها الضوء داخل قاعات المتحف، حيث تُعرض مجموعته الكاملة لأول مرة في مكان واحد.
المتحف المصري الكبير.. صرح حضاري عالمي
يعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، إذ يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية توثق تاريخ مصر الممتد لأكثر من سبعة آلاف عام، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون وسفينتا الشمس “خوفو” بعد إعادة تجميعهما.
بهذا الافتتاح التاريخي، تواصل مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تعزيز مكانتها كمنارة للثقافة والحضارة الإنسانية، مقدمة للعالم أيقونة جديدة تروي فصولًا من تاريخ البشرية الممتد عبر العصور.



