مقال

الحياء من الملائكة والناس

الحياء من الملائكة والناس
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وإمتنانه وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الداعي إلى رضوانه وعلى اله وصحبه وجميع أخوانه، أما بعد عباد الله اتقوا حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون وبعد اعلموا يرحمكم الله أن من أنواع الحياء هو الحياء من الملائكة، حيث قال بعض الصحابة إن معكم من لا يفارقكم، فإستحيوا منهم، وأكرموهم، وكما أن من أنواع الحياء هو الحياء من الناس، فالمسلم يستحي من الناس، فلا يقصّر في حق وجب لهم عليه، ولا ينكر معروفا صنعوه معه، وكما أن من أنواع الحياء هو الإستحياء من النفس، ويكون هذا الحياء بالعفة وصيانة الخلوات وحُسن السريرة، وكما أن من ثمرات الحياء هو أن الله يحب الحياء، حيث قال عليه الصلاة والسلام “إن الله حيي يحب الحياء والستر” رواه النسائي.

وكما أن الحياء لا يأتي إلا بخير، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الحياء لا يأتي إلا بخير ” رواه مسلم، والحياء يقود إلى الجنة كما في الحديث “الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة ” رواه الترمذي، والحياء يترتب عليه تعظيم حق الله ثم حق المجتمع، وأما عن كيفية التخلق بالحياء، فإن كونه أمرا فطريا فيجب تنميته من النشأة، وإستحضار عظمة الله وتذكر النار وأن من موجبات دخولها الفحش وعدم الحياء، وأيضا عدم الإستخفاف بحقوق الناس والرغبة في الكمال أمامهم، وأيضا مجالسة حسني الأخلاق والإستفادة من سير المتخلقين بالحياء، فكم هي البيوت التي تهدمت على أصحابها بسبب إنفضاح سترها وإنكشاف عوراتها، وكم هي المشكلات التي حدثت بين الناس لأنهم ترخصوا في الكلمة وأشاعوها، وكم هي الجراح التي أدمت القلوب.

لأن البعض لم يحفظوا أسرارا ائتمنوا عليها، وكم هي المآسي التي امتلأت بها حياة الناس نتيجة كشف الستر عنهم، والستر خلق عظيم حث عليه ديننا الحنيف، والستر هو إخفاء ما يظهر من زلات الناس وعيوبهم، وكما أن الستر من صفات الله سبحانه، فالله ستير يحب الستر، ويستر عباده في الدنيا والآخرة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يدنو أحدكم من ربه، حتى يضع كنفه عليه فيقول أعملت كذا وكذا؟ فيقول نعم، ويقول عملت كذا وكذا؟ فيقول نعم فيقرره، ثم يقول إني سترت عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم ” رواه البخاري، واعلموا أن الستر صفة الأنبياء والصالحين، حيث إن الستر صفة في الإنسان يحبها الله عز وجل وهي صفة يتحلى بها الأنبياء والمرسلون ومن تابعهم بإحسان فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

“إن موسى كان رجلا حييا ستيرا لا يُرى من جلده شئ استحياء منه ” رواه البخاري، وقد جعل الله جزاء الستر في الدنيا سترا أعظم منه في الآخرة، فإن الله تعالى يستره في موقف هو أشد ما يكون إحتياجا إلى الستر والعفو حين تجتمع الخلائق للعرض والحساب، ففي الحديث الشريف ” ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ” رواه البخاري، واعلموا أن الستر له أنواع كثيرة، منها هو ستر العورات، فينبغي علي المسلم أن يستر عورته، ولا يكشفها لأحد لا يحل له أن يراها، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم “لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة ” رواه مسلم، وكما أن من أنواع الستر هو الستر عند الإغتسال، وقد قال صلى الله عليه وسلم “إن الله عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر”

sdytm165@gmail.com

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *