مقال

الانفصال تحت سقفٍ واحد

بقلم: سهام محمد راضي

في كثير من البيوت، يعيش رجل وامرأة في صمتٍ ثقيل،
لا يربط بينهما سوى لقب “زوجين” ووجوه أطفالٍ يختبئون خلف الأسوار.

لم يعد بينهما حبّ ولا شغف،
بل اتفاق غير معلن على البقاء…
من أجل الأولاد.

يتحركان في نفس المكان كغرباء،
يتبادلان الأدوار اليومية ببرودٍ محسوب،
يبتسمان أمام الأبناء، ويتجاهلان بعضهما حين يُغلق الباب.

لكن ما لا يفهمه الكثيرون،
أنهم بهذا يؤذون أبناءهم أكثر مما يحمونهم.
الطفل لا يحتاج بيتًا كامل الجدران…
بل قلوبًا آمنة.
هو يشعر بكل نظرة باردة، وكل كلمة حادة،
ويتعلم أن الحب وجع، وأن الزواج سجن،
فينشأ خائفًا من الارتباط، مشوَّشًا في مشاعره.

هذا النوع من الانفصال لا يُعلن بصوتٍ عالٍ،
لكنه ينحت في النفوس بصمتٍ مميت،
فيُخرج جيلاً يعرف الخوف أكثر من الحب،
والتردد أكثر من الأمان.

ليست البطولة في البقاء بأي ثمن،
بل في الصدق مع النفس،
وفي شجاعة مواجهة الواقع بدل تجميله.
فأحيانًا…
الانفصال الصادق أرحم من حياةٍ كاذبة تحت سقفٍ واحد.

رسالتي :

لا تبقَ من أجل أولادك إن كنتَ تُطفئ أرواحهم كل يوم.
الأمان لا يُصنع من جدران البيت،
بل من دفء العلاقة التي يرونها بينكما.
فالطفل الذي يرى حبًّا محترمًا،
ينشأ سويًّا…
أما الذي يرى كرهًا صامتًا،
فهو يعيش طلاقًا داخليًا قبل أن يكبر.

sdytm165@gmail.com

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *