
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم والقلب الرحيم ورحمة الله للخلق أجمعين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد إن واجبنا نحو مصرنا الحبيبة أن نحافظ عليها وعلى مؤسساتها وخيراتها ومن الخيانة العظمي أن يخون مواطن وطنه ويتآمر ضده من أجل منفعة مادية أو مصلحة شخصية، ومن فعل مثل ذلك كان بعيدا عن الدين بعيدا عن الله، لأن المؤمن الحقيقي من أمنه الناس علي دمائهم وأموالهم وأعراضهم، وكما يجب على كل أبناء الوطن أن يكونوا عيونا ساهرة لحماية أمن الوطن وأن يتضامنوا في درء أي خطر يتهددهم وأن يتكاتفوا جميعا عن بكرة أبيهم.
وبلا إستثناء علي ردع كل من تسوّل له نفسه أن يجترئ علي الوطن وأن يسعى بذمتهم أدناهم، وأن يكونوا يدا علي من سواهم، بغض النظر عن عقائدهم فيجب أن يتعاونوا جميعا مسلمين وغير مسلمين، فعلينا أن نحفظ عقول الشباب من الأفكار المتطرفة والمفاهيم العفنة التي تشبعت بها أفكارهم فصاروا يفسدون في الأرض وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا وإن مما يذهب أمن الناس هو إنتشار المفاهيم الخاطئة حيال نصوص القرآن والسنة، وعدم فهمهما بفهم السلف الصالح، وهل كُفر الناس وأريقت الدماء وقُتل الأبرياء وفُجرت البقاع إلا بهذه المفاهيم المنكوسة؟ واعلموا أن كل إنسان خاسر إلا المؤمن الصالح المصلح، اقرؤوا معي سورة العصر، ففيها بيان الفوز ولكن لمن؟ ” والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر “
واعلموا يرحمكم الله أن الأمن والأمان مطلب تصغر دونه كثير من المطالب، وتهون لأجله كثير من المتاعب، الأمن في الأوطان لا يشترى بالأموال، ولا يبتاع بالأثمان، ولا تفرضه القوة، ولا يدركه الدهاء وإنما هو منّة ومنحة من الملك الديان رب العالمين ” فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وىمنهم من خوف ” وبالأمن والأمان تعمر المساجد وتصفو العبادة، وينشر الخير وتحقن الدماء، وتصان الأعراض وتحفظ الأموال، وتتقدم المجتمعات وتتطور الصناعات، فالأمن في البلاد مع العافية والرزق هو الملك الحقيقي، والسعادة المنشودة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ” رواه البخاري والترمذي، فإذا خلت البلاد من الأمن، فلا تسل عن الهرج والمرج.
إذا ضاع الأمن حلّ الخوف وتبعه الفقر، وهما قرينان لا ينفكان، فقال الله سبحانه عن القرية التي كفرت بأنعم الله ” فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ” فالأمن والإستقرار إذن من أهم مقومات العيش ومطالب الحياة، والواقع والتاريخ يؤكد هذا كله، فالبلاد الآمنة يرحل إليها، وتزدهر معيشتها، وتهنأ النفوس بالمكث فيها، ولذا كان من النعيم المستلذ به عند أهل الجنة نعيم الأمن والأمان، فيقول الله تعالي ” وهم في الغرفات آمنون ” وفي المقابل حينما تخلو الديار من الأمن والأمان، تصبح أرضا موحشة، وإن كان فيها ما فيها من النعيم والخيرات، بل إن التشريد بين الأنام، واللجوء إلى الخيام، ليصبح أهنأ وأهون من هذا المقام، وكما أنه يجب علي الجميع العمل الجاد من أجل نهضة مصر، فكل مواطن في البلد هو في الحقيقه جندي من جنوده.
فاللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء الضعفاء المساكين إليك، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، اللهم كن لنا ولا تكن علينا، اللهم انصرنا ولا تخذلنا، اللهم أعنا ولا تعن علينا، اللهم من أراد المسلمين بسوء، وأراد ولاة أمورهم بفتنة، وأراد علماءهم بمكيدة، اللهم فاجعل تدبيره تدميرا عليه، يا سميع الدعاء، اللهم من أراد بشبابنا ضلالا، وأراد بنساء المسلمين تبرجا وسفورا، اللهم أرنا فيه يوما أسود كيوم فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف، اللهم عذب الذين لا يريدون لدينك نصرة ولا عزة، اللهم من أراد ديننا بعزة فأعزه بعزتك يا رب العالمين، ومن أراد للمسلمين ذلة فاخذله، يا أكرم الأكرمين.

