مقال

حين يتحول الإعجاب إلى نار حكاية الحقد والغيرة التي تهدم كل شيء

حين يتحول الإعجاب إلى نار حكاية الحقد والغيرة التي تهدم كل شيء
متابعة/نهي احمد مصطفى

الغيرة شعور إنساني طبيعي قد تعاني منه قلوبنا في لحظة ضعف، لكنه في بعض النفوس لا يبقى مجرد إحساس عابر، بل يتحول إلى حقد يحرق صاحبه قبل أن يمس الآخرين.

هناك من يغار في صمت
وهناك من يغار فيدعو للتطور
لكن الأسوأ
من يغار فيتحول إلى عدو يبتسم في وجهك، ويترصد سقوطك.

غيرة قاتلة بصمتها

الحقد لا يأتي فجأة.
هو يبدأ من مقارنة النفس بالآخرين

لماذا هو ناجح وأنا لا؟

لماذا يبتسم له الحظ؟

لماذا يُحب ويُقدّر؟

وحين لا يجد الحاقد الإجابة، يبدأ في تبرير كراهيته
«هو لا يستحق»
«عنده ناس تساعده»
«حظه أفضل من تعبنا»

يطعن في النوايا يشكك في الإنجازات
ويتحول الشعور الخبيث إلى حرب نفسية.

الناجحون دائمًا هدف
العجيب أن الإنسان لا يُحارب إلا من كان أعلى منه
فالطائرة لا تُضرب وهي على الأرض!

أصحاب الإنجازات يسمعون دائمًا خلف ظهورهم:
«بيفهم نفسه قوي»
«عامل مهم»
«ده أكيد وراه واسطة»
لأن الغيور لا يتحمل رؤية غيره يتقدم خطوة واحدة أمامه.
يريد الجميع في الخلف حتى يشعر أنه في الأمام.

كيف نواجه الحقد؟
ليست المواجهة بالصوت العالي ولا بالدخول في سجالات لا تنتهي
إنما
تجاهل يوجع
نجاح يخرس
وثقة بالنفس لا تهتز
فكلما صعدت أعلى ضاقت الدائرة حولك
وسمعت أصواتًا أكثر ضجيجًا
لكن الطيور لا تتأثر بنباح الكلاب.

احمِ قلبك
الغيرة الطبيعية تذيبها كلمة طيبة
لكن الحقد
لا تداويه إلا المسافات، ووضع الحدود
فالقلب الأبيض لا يدرك أحيانًا أن بعض من حوله
يحمل له سوادًا لا يمكن غفرانه

ومن الآخر
إذا رأيت من يراقب نجاحك بغيظه
فابتسم
لأنك تصنع شيئًا يعجزون عن الوصول إليه

sdytm165@gmail.com

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *