من ملاحم الجيش المصرى
الحلقة التاسعة منكتاب ملحمة الجزيرة الخضراء – للمؤرخ العسكري
د. أحمد علي عطية الله
تابع الفصل الثانى
على كل حال لم تؤدى نكسة يونيو رغم ثقلها إلى كسر الارادة الشعبية للشعب المصرى بل زادته إصراراً على المقاومة والثأر لكرامة وشرف العسكرية المصرية والعربية فبدأ الاستعدا والعمل الجاد قبل أن ينقشع غبار معركة 1967.

ومن الاشتباكات التى تمت بين الوحدة التى يقودها النقيب مجدى بشارة فى ذلك الوقت وبين طائرات العدو خلال تلك المرحلة من حرب الاستنزاف:
إسقاط طائرة سوبر بايبر :
وهى طائرة استطلاع وتصحيح نيران مدفعية العدو وتمتاز بمناوراتها الحادة التى تحميها من وسائل الدفاع الجوى المصرية وطاقمها مكون من3-4 أفراد بينهم الطيار والملاح

.. كانت هذه الطائرة تمر فوق الضفة الشرقية للقناة بمحاذاة قناة السويس وعندما تبدأوحدات مدفعية الدفاع الجوى المصرية فى تصويب قذائفها نحوها كانت تهبط لأرتفاع منخفض جدا لايمكن مدافعنا من اصابتها

، وتكرر ذلك عدة مرات حتى طلب اللواء اركان حرب أحمد سلامة غنيم قائد الفرقة من مجدى بشارة وضع حد لأستفزاز تلك الطائرة المغيرة وبالفعل وضع البطل خطة محكمة لأصطياد هذه الطائرة الوقحة وسماها الشبكة العنكبوتية فحدث فى التاسعة صباح يوم 12 يونيو 1969 أن ظهرت تلك الطائرة

أمام قطاع الجيش الثالث وبدأ تنفيذ الخطة التى وضعها البطل مجدى بشارة على أساس أن الطائرة اثناء عملها الروتينى وكانت المدفعية المضاد للطائرات تطلق جميعها قذائفها فى خط مرور الطائرة الأمر الذى يحدث وهجا فى الأفق يعلم منه قائد الطائرة ببدء محاولات قصف طائرته وكان وصول هذه القذائف يأخذ زمن مرور يستغرق عدة ثوان كانت كفيلة بإنخفاضه بطائرته على مستوى منخفض يجنبه الاصابة .. وكانت خطة البطل مجدى بشارة بأن قسّم قوة نيرانه نحو الطائرة لثلاثة مجموعات يطلقون نيرانهم فى نفس التوقيت

.. القسم الأول يطلق فى نفس مستوى ارتفاع الطائرة ، والقسم الثانى يطلق فىمستوى منخفض من أسفل الطائرة حتى خط الأفق فى حالة محاولة الطائرة الهبوط وذلك بوضع خطأ متعمد من البيانات ،

والقسم الثالث قام بإطلاق قذائفه بزاويةأعلى من مستوى طيران الطائرة تحسباً إذا ما غير الطيار تكتيكه المعتاد وحاول الارتفاع بالطائرة

.. وبالفعل بمجرد بدء الاشتباك حاول الطيار الهبوط فاصابت طائرته دانة مدفع فجرت الطائرة بمن فيها وعلم فيما بعد أن من بين طاقمه