مقال

الغوص في عالم البحار


بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر والصلاة والسلام على محمد سيد البشر، الشفيع المشفع فى المحشر، صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت اذن بخبر، فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما، ” وإنك لعلي خلق عظيم” أما بعد ذكرت المصادر التعليمية والتربوية أن الأسماك لا تمتلك رئات أو أحبالا صوتية، فكيف تصدر هذه الأصوات إذن؟ فذكرت المصادر إن في جسم السمكة مثانات أو أكياسا هوائية للعوم تشبه البالونات، وتكون تحت العمود الفقري مباشرة، وعندما تنقبض عضلات خاصة في جدار كيس العوم وتكون العضلات متصلة بالكيس يتذبذب الكيس، ويصدر عنه صوت ذو طبقة منخفضة، يشبه إلى حد ما صوت قرع الطبل، على أن هناك أسماكا تحدث الأصوات بطرق.

تختلف عن هذه تماما فمنها ما تصر أسنانها، أو تحك بعضها ببعض، وليس للأسماك آذان ظاهرة على سطوح رؤوسها، ومع ذلك فهي تستطيع سماع هذه الأصوات، ووظيفة هذه المسموعات تتعدد بين الجمع للأفراد، أو إبقاء أسماك أخرى غريبة على بعد ومنعها من الإقتراب من منطقة النفوذ الخاصة، أو الإنذار بوجود الأعداء، غير أن كثيرا من هذه الوظائف لا يزال بحاجة إلى مزيد دراسة لإثباته، وتستخدم الأسماك الألوان كذلك للتعبير عن أغراضها، فحصان البحر في طوقه تغيير لون جسمه في أي وقت يشاء وفي خلال ثوان قليلة، وهو بهذا يعطي إشارة يتفهمها بقية الأفراد من أبناء فصيلته، وجسم هذا المخلوق يحتوي على آلاف الخلايا ذات الحبيبات الملونة، وهذه الخلايا ذات تفريعات عديدة، أما الحبيبات، فتتجمع في كتل صغيرة في مركز الخلية.

أو تتفرق في جميع أجزائها، ومن ثم يتلون جسم الحيوان بلون مخالف عنه عند إنكماش الحبيبات إلى مركز الخلية، وليست ألوان الأسماك التي تعيش في الشعب المرجانية مجرد حلية تضفي عليها مسحة من جمال، وإنما هي دلالات معينة لتحذير غيرها ممن تحاول التوغل داخل منطقتها ومشاركتها غذاءها، ومخالفة هذه الإشارات قد تجرّ إلى معركة عنيفة، وهكذا نرى الألوان تقوم بدور أساسي في معركة الصراع من أجل إبقاء سبل العيش عند الأسماك، ومن عجائب عالم البحار إحتواؤه على مصابيح مضيئة في الواقع الأسماك المسماة بالقنديل، ففي جسمه عضو مضاء على هيئة منقار في مقدمتها ليساعدها في أثناء البحث عن الفريسة التي تتقوت بها، أو لبث الرعب في نفوس أعدائها، أو لإجتذاب أنواع الحيوانات البحرية التي يستهويها الضوء.

ومن الأسماك ما يستطيع تمييز أبناء جنسه من غيرهم بوساطة الرائحة، كسمكة المينو، وهي بالإضافة إلى ذلك قادرة على تمييز خمسة عشرا نوعا آخر من الأسماك، وقد لاحظ العلماء أن هناك أنواعا من الحيوانات البحرية تصدر تيارا كهربيا شديدا صادما، قد تصل قوته إلى ستمائة فولت إذ تمتلك أعضاء حسية كهربية داخل جسمها، ولا شك أن في هذا حماية لها من الأخطار، ومساعدة أودعها فيها الخالق تعالي للقدرة على الحياة، وكما ذكرت المصادر أنه من العسير تحديد إطار لغوي لعالم الحشرات إذ هو عالم رحب واسع من ناحية، ومتنوع زاخر بالعديد من هذه المخلوقات التي لم يعرف منها حتى الآن سوى القليل من ناحية أخرى وهي تختلف في طرائق معيشتها، فمنها ما يقطن الصحاري الجرداء، ومنها ما يتخذ الجبال والوديان مأوى.

ومنها ما يعيش في البيوت والمنازل، مختبئا في شقوقها، لائذا بجدرانها، ومن الطبيعي أن يؤدي هذا الإختلاف في البيئة وطريقة المعيشة، إلى إختلاف سُبل التواصل والتخاطب فيما بينها، وقد إستطاعَ العلماء عن طريق التجربة والملاحظة تحقيق تقدم في معرفة كنه اللغة الشائعة بين بعض الأنواع، وقد توصل بعضهم إلى نتائج باهرة، أماطت اللثام عن حقائق ظلت ردحا من الزمن تحيّر العقول والألباب.

osama elhaowary

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *