Uncategorized

الطريق إلى القمّة دموع لا يراها أحد


بقلم: رجب كمال

في عالمٍ يحتفي بالنتائج ويصفّق للناجحين، قلّ من يتذكّر الدموع التي سُكبت في طريق الصعود.
فكل قمّة تراها اليوم شامخة، خلفها أرواحٌ صبرت، وقلوبٌ نزفت بصمت، وعيونٌ سهرت على حلمٍ لم يصدّقه سواها.

الطريق إلى القمّة ليس نزهةً مفروشةً بالأمنيات، بل رحلة وعرة تتخلّلها عثراتٌ واختبارات قاسية. هناك من يتراجع عند أول منعطف، وهناك من يواصل المسير بثباتٍ رغم أنف الإحباط. أولئك الذين يواصلون، هم الذين عرفوا أن المجد لا يولد من فراغ، بل من معاناةٍ تُهذّب الروح وتُصقل العزيمة.

كم من دمعةٍ ذُرفت خلف الأبواب المغلقة لم يَرها أحد، وكم من صرخةٍ مكتومة تحوّلت إلى ابتسامةٍ أمام الناس! فالعظماء لا يروون تفاصيل وجعهم، بل يتركون بصمتهم شاهدةً على صبرهم.

القمة لا تفتح أبوابها إلا لمن أدرك أن الألم جزءٌ من الرحلة، وأن الدموع ليست ضعفًا بل وضوءًا يغسل الطريق من شوائب اليأس.
وفي لحظة الوصول، لا يكون المجد في الارتفاع ذاته، بل في كل خطوةٍ شاقّةٍ قادت إليه.

فامضِ نحو قمّتك، وإن سالت دموعك في الخفاء، تذكّر أنها هي التي سترسم بريق نجاحك حين يراك الناس على القمّة، ولا يعلمون كم كلّفك الوصول إليها.

osama elhaowary

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *