فاعليات وزارة الثقافة

تدشين كتاب The Snacks Portfolio للدكتورة منى الروبي: لقيمات الإبداع وبناء الهوية

بقلم: سهام محمد راضي

في أجواء ثقافية ثرية، شهدت قاعة الاحتفال مساء أمس تدشين كتاب The Snacks Portfolio، الذي أطلقت عليه مؤلفته الدكتورة منى الروبي اسم “كتاب لقيمات الإبداعي”، وسط حضور نوعي لافت ضم تربويين ومثقفين وفاعلين في مجالات الفنون والتعليم. الكتاب يُعد إضافة متميزة في مجال التربية الإبداعية، إذ يجمع بين ترسيخ الهوية واللغة وتعزيز قيم المواطنة عبر أنشطة فنية مبتكرة.

يتضمن الكتاب ٣٦ نشاطًا متكاملًا، جرى تصميمها لتواكب حصصًا أسبوعية على امتداد تسعة أشهر دراسية، بحيث يخوض الطالب رحلة متدرجة من التعلم الفني والتعبير الذاتي، مكتسبًا في الوقت ذاته مهارات المواطنة والانتماء الثقافي. كما يربط الكتاب بين الإبداع والاقتصاد البرتقالي – الاقتصاد القائم على الصناعات الثقافية والفنية – باعتباره أحد أبرز محركات النمو في المجتمعات الحديثة.

وخلال كلمتها في الحفل، أكدت الدكتورة منى الروبي أن تدريب الطفل على الابتكار لم يعد خيارًا بل أصبح ضرورة وطنية، مشيرة إلى أن تجارب دول مثل الإمارات وكوريا الجنوبية تمثل دليلًا حيًا على قدرة الاستثمار في الفنون والابتكار على تعزيز مدخول الدولة ومنحها مكانة عالمية.

وعند سؤالها عن سبب اختيار اللغة الإنجليزية في صياغة الكتاب، أوضحت قائلة:

“الهدف هو تعزيز المواطنة وبناء الشخصية، مع إتاحة خيارات أوسع أمام الطلاب، خاصة طلاب المناهج الدولية. فاللغة يجب أن تكون جسرًا لا حاجزًا، وفي الوقت نفسه علينا ألّا نفقد فرصة التعليم الإبداعي الذي يخص كل طفل”.

أما السؤال الثاني الذي طُرح على الكاتبة، فكان حول سر شغفها بالفن والطفل، لاسيما بعدما شارك الضيوف تجارب أبنائهم معها وأشادوا بتأثير أسلوبها التعليمي. لتجيب بابتسامة عفوية:

“أولًا أنا أم، وثانيًا أنا معلمة، وهذه وظيفة يرتكز عليها الوطن. وثالثًا، أؤمن إيمانًا راسخًا أن بين طلابي من سيصبح وزيرًا أو نائبًا أو سفيرًا، ولذلك علينا أن نؤسس تعليمًا صحيحًا من البداية”.

الاحتفالية جاءت استثنائية بكل المقاييس، إذ تجاوز عدد الحضور المقاعد المخصصة، مما دفع اللجنة المنظمة إلى إضافة كراسٍ جديدة. هذا التفاعل الكبير ترك أثرًا عميقًا في قلب الكاتبة التي عبرت عن مشاعرها بالقول:

“أنا سعيدة إلى درجة الامتنان، وأشعر بمسؤولية كبيرة أن أقدّم أعمالًا وكتبًا تتناسب مع مدارسنا وقيمنا، فنحن نجهز أطفالنا ليصبحوا مواطنين صالحين في مملكة بروعه وطني الحبيب البحرين”.

هكذا، جاء تدشين The Snacks Portfolio ليؤكد أن الاستثمار في التعليم الفني والإبداعي هو رهان المستقبل، وأن بناء هوية الطفل يبدأ من الحصّة المدرسية، لكنه يمتد ليصنع مواطنًا عالميًّا فاعلًا، مرتبطًا بجذوره ومساهمًا في نهضة وطنه.

ولعل شخصية الدكتورة منى الروبي نفسها تعكس جوهر هذا المشروع؛ فهي الأم والمعلمة والمربية، التي لا تكتفي بنقل المعرفة، بل تبني أجيالًا بروحها وحبها وإيمانها العميق بقدرة الطفل على أن يكون صانعًا لمستقبل وطنه.

sdytm165@gmail.com

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *