
بقلم: سهام محمد راضي
في ندوة استثنائية احتضنها مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية بالقاهرة، سلط المهندس أبو بكر المصطفى – مدير شركة إنجاز للخدمات – الضوء على الدور الفاعل الذي تقوم به السيدة الأولى في موريتانيا، الدكتورة مريم بنت محمد فاضل ولد الداه، مؤكدًا أنها أصبحت شريكًا رئيسيًا في صياغة ملامح النهضة الاجتماعية والتنموية، عبر مبادراتها النوعية التي عززت مكانة المرأة الموريتانية ورسخت حضورها في المشهدين الوطني والإقليمي.
رؤية رئاسية ومبادرات نسائية
أبو بكر شدد على أن جهود السيدة الأولى جاءت داعمة لرؤية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي حمل في برنامجه الانتخابي الأول “تعهداتي”، ثم في برنامجه الحالي “طموحي للوطن” (2024 – 2028)، مشروعًا متكاملًا للتنمية الشاملة. وأوضح أن السنوات الأخيرة شهدت تحولات كبرى في وضع المرأة الموريتانية، انعكست في إنجازات ملموسة على الأرض، مؤكدًا أن موريتانيا باتت تعيش مرحلة جديدة تتسم بالاستقرار والتوجه نحو بناء دولة قوية ذات ثقل سياسي وجيو-اقتصادي في المنطقة.
من الوطني إلى الإقليمي
ولفت أبو بكر إلى أن دور السيدة الأولى لم يتوقف عند الداخل الموريتاني، بل امتد إلى الفضاء المغاربي من خلال مبادرات بارزة استهدفت المرأة وقضاياها، وهو ما جعل منظمة الإيسيسكو تختارها سفيرة للنوايا الحسنة، تكريمًا لإسهاماتها المتواصلة في دعم التنمية الإنسانية.
منصة حوار واسعة
الندوة التي حملت عنوان “المرأة والتنمية في موريتانيا… رؤية رئاسية ومبادرات نسائية”، نظمها المنتدى المصري الموريتاني للصداقة والتعاون برئاسة ياسمين هلالي، بالتعاون مع مجلة شؤون موريتانيا والمركز العربي الأفريقي للإعلام والتنمية بموريتانيا. وقد شارك فيها المستشار الاقتصادي بسفارة موريتانيا بالقاهرة الداه بابا، إلى جانب اللواء أ.ح حمدي لبيب رئيس مؤسسة الحوار للدراسات والبحوث الإنسانية، الذي أكد في كلمته أن مثل هذه الفعاليات تكشف للمصريين ملامح دولة شقيقة لا يعرف عنها الكثيرون سوى النزر القليل.
أوراق عمل وتعقيبات
الندوة شهدت تقديم ورقتي عمل؛ الأولى بعنوان “الأبعاد العلمية حول مكانة المرأة في برامج وخطابات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني” ألقاها المفكر الاستراتيجي آب الشيخ محمد فاضل – عضو الهيئة الاستشارية بالمركز ورئيس مجلس إدارة مجلة شؤون موريتانيا، بينما جاءت الورقة الثانية بعنوان “المرأة الموريتانية والتنمية الاجتماعية… مبادرات السيدة الأولى نموذجًا” للباحثة وردة يوسف.
أما التعقيبات فجاءت ثرية ومتنوعة من خبراء الجانبين؛ حيث شارك الكاتب الصحفي محمد شلبي أمين – مقرر برنامج الشؤون الإفريقية بمركز الحوار، والسيد المامي ولد فلان – مدير المهرجان الثقافي للمدن المنجمية، والأستاذة رباب حافظ – مقرر برنامج المرأة بالمركز، والسيدة الزهرة بنت حمود – الإعلامية بالتلفزيون الموريتاني.
توصيات وتطلعات
وفي كلمتها، أكدت ياسمين هلالي – الأمين العام للمنتدى المصري الموريتاني للصداقة والتعاون – أن ملف التنمية في موريتانيا ملف مركزي متعدد الأبعاد، مشيرة إلى أن المرأة تمثل حجر الزاوية في هذه المسيرة، بقولها: “لا تنمية بدون امرأة، ولا امرأة بدون تنمية”.
كما شددت على أن أبرز توصيات الندوة تمثلت في الدعوة لعقد مؤتمر موسع حول جهود السيدة الأولى في موريتانيا، بمشاركة وسائل الإعلام المصرية، لإبراز التجربة الموريتانية وتسليط الضوء على إنجازات المرأة وما تصبو إليه من طموحات مستقبلية.