
كتبت:ساره حسين أبوماجد
دائما هذا هو الموقف المصري تجاه الدول العربية ..موقف دلالته واضحه أننا كالجسد الواحد اذا اشتكي منه عضو تداعت له ثائر الجسد بالسهر…
في تطور غير مسبوق ومثير للقلق أدانت جمهورية مصر العربية عبر بيان رسمي صادر عن رئاسة الجمهورية الاعتداء الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي امس على العاصمة القطرية الدوحة مستهدفًا اجتماعًا لقيادات فلسطينية كان يناقش سبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
البيان المصري جاء واضحًا وحادًا في لغته حيث اعتبر ما جرى انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ومبدأ سيادة الدول بل واصفًا الحادث بأنه سابقة خطيرة وتطور مرفوض من شأنه أن يقوض ليس فقط جهود الوساطة وإنما الأمن الإقليمي برمته.
اللافت في الموقف المصري أنه لم يكتفِ بالإدانة بل ربط الاعتداء بمحاولة إفشال المساعي الدولية الرامية إلى التهدئة في غزة وهو ما يعكس إدراك القاهرة العميق لطبيعة الاستراتيجية الإسرائيلية القائمة على خلط الأوراق وتوسيع دائرة التوتر.
كما شددت مصر على تضامنها الكامل مع دولة قطر “قيادةً وشعبًا” وهو تصريح ذو دلالات سياسية مهمة في ظل الدور المحوري الذي تلعبه الدوحة كوسيط رئيسي في الملف الفلسطيني.
المطالبة المصرية الصريحة بمحاسبة المسؤولين عن الاعتداء تمثل دعوة عملية لكسر حالة الإفلات من العقاب التي طالما تمتعت بها إسرائيل على الساحة الدولية.
فالقاهرة هنا توجه إنذارًا مبطنًا للمجتمع الدولي بأن التهاون في مواجهة هذه السابقة سيشجع تل أبيب على تكرار استهداف دول ذات سيادة بذريعة الحرب المستمرة مع الفلسطينيين.
أن الموقف المصري يثبت دائما أن مصر هي حائط صد استراتيجي في المنطقة فهي تدرك أن استهداف قطر اليوم قد يفتح الباب لتجاوزات أخطر غدًا.
ومن ثم فإن رسالتها كانت واضحة الأمن القومي العربي خط أحمر وأي مساس به لن يمر مرور الكرام.
في ختام البيان حملت مصر المجتمع الدولي مسؤولية مباشرة ليس فقط في وقف العدوان بل في محاسبة إسرائيل وهو طرح يعكس تحولًا في الخطاب المصري من مجرد الدعوة إلى التهدئة إلى التأكيد على ضرورة إنهاء سياسة الكيل بمكيالين التي تهدد استقرار النظام الدولي برمته.