مقال

هل تنقسم الأدوار بين الزوج والزوجة في مسؤولية المنزل؟

بقلم / محمود عبده الشريف

الحياة الزوجية ليست مجرد عقد يجمع بين رجل وامرأة، وإنما هي شراكة متكاملة تقوم على التعاون والتفاهم. ومن أكثر القضايا التي تشغل البيوت هي: من المسؤول عن المنزل؟ وهل الأدوار تنقسم بوضوح بين الزوج والزوجة؟

المسؤولية في الأصل مشتركة

الحياة الأسرية مشروع مشترك، لا ينجح إلا بتكاتف الطرفين. فالزوج والزوجة يتحملان معًا مسؤولية البيت والأبناء، كلٌّ بحسب قدراته وظروفه.

تربية الأبناء مسؤولية شاقة

في ظل تحديات هذا العصر من انفتاح إعلامي وتطور تكنولوجي وضغوط اقتصادية واجتماعية، أصبحت تربية الأبناء مهمة صعبة وشاقة. فهي لم تعد مجرد إطعام وكسوة، بل تربية أخلاق وقيم وتعليم ومتابعة دقيقة. ولهذا، فهي تحتاج إلى تعاون كامل بين الزوجين، لأن أي تقصير أو غياب أحد الطرفين يُضعف الأساس التربوي للأبناء.

أسباب الخلافات والتفكك الأسري

من أبرز أسباب الخلافات التي تؤدي إلى تفكك الأسرة، أن يحاول كل من الزوج والزوجة التخلّي عن المسؤولية وإلقاء العبء كله على الطرف الآخر.
فالزوج قد يظن أن دوره يقتصر فقط على توفير المال، والزوجة قد تظن أن كل الأعباء تقع على الزوج وحده. هذا التنازع يؤدي إلى صدامات مستمرة، وفجوة عاطفية وتربوية تزداد اتساعًا بمرور الوقت.

تقسيم الأدوار بالاتفاق

قد يكون الزوج أكثر قدرة على الجانب المادي وتوفير احتياجات البيت.

بينما تتولى الزوجة التنظيم الداخلي ومتابعة تفاصيل الأبناء اليومية.

ومع ذلك، فإن التربية والتعليم والتوجيه لا بد أن يكون دورًا مشتركًا، فالأب قدوة وسند، والأم مدرسة وصاحبة تأثير عميق.

المرونة والاحترام

الظروف قد تفرض أحيانًا تبادل الأدوار، لذلك المرونة مطلوبة، مع ضرورة أن يقدّر كل طرف ما يقدمه الآخر. فالاحترام المتبادل والتقدير هما الضمان الحقيقي لنجاح أي بيت.

الخلاصة

الأدوار داخل الأسرة لا تُبنى على الصراع أو المقارنة، بل على الشراكة والتكامل. وتبقى تربية الأبناء هي التحدي الأكبر في هذه الأيام، الذي لا يمكن تجاوزه إلا بتعاون حقيقي بين الزوج والزوجة. أما التخلي عن المسؤولية فهو الطريق الأسرع نحو الخلافات والتفكك الأسري.

sdytm165@gmail.com

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *