
كتبت /منى منصور السيد
على هامش معرض “فض إرتباط” الذي يجمع أعمال الفنانين حسن محمد حسن ومحمد حسن محمد وحسن محمد حسن، استضاف جاليري ضي الزمالك أمسية ثقافية مهمة سلطت الضوء على قضية التوثيق الفني وإشكالية الخلط بين الفنانين المتشابهين في الاسم. الأمسية، التي تحدث فيها الكاتب الكبير محمد سلماوي ومؤلف كتاب “بين الفنان والمجتمع ودور الفن” مجدي عثمان، إلى جانب الشاعر ماهر حسن ورئيس أتيليه العرب للثقافة والفنون هشام قنديل، كشفت عن كنوز فنية منسية وأكدت على أهمية إعادة الحق لأصحابها.
أشار الكاتب محمد سلماوي إلى أن الخلط بين الفنانين الثلاثة ليس وليد الصدفة، بل يعود جزء منه إلى عدم الاهتمام بفكرة اللقب العائلي في مصر، على عكس الكثير من الدول الأخرى. في الأوراق الرسمية، يُكتفى بالاسم الثلاثي أو الرباعي، مما يؤدي إلى فقدان لقب العائلة بعد عدة أجيال. وذكر سلماوي أن الحل كان يمكن أن يكون بسيطًا لو تم استخدام ألقاب العائلات الثلاثة: الشربيني، الفقي، وزبيدة، مما كان سيميزهم بسهولة. من جانبه، أوضح الشاعر ماهر حسن أن أحد الفنانين، حسن محمد حسن (زبيدة)، كان عمه، وأن لقب عائلته يعود إلى قرية “زبيدة” في محافظة البحيرة، والتي كانت سوقًا للزبدة. وكشف ماهر عن تفاصيل مثيرة في حياة عمه، منها صداقته مع ياسر عرفات عندما كانا جيرانًا، وعلاقته بالبكباشي يوسف السباعي الذي كان يرسل له عسكري المراسلة ليقوم برسم رواياته. كما تطرق إلى معاناته من التجاهل في نهاية حياته، حتى أن أنيس منصور كتب عنه مقالًا بعنوان “أين حسن؟”.
أشاد محمد سلماوي بكتاب مجدي عثمان، معتبرًا إياه الكتاب الوحيد في مصر الذي يفض الاشتباك بين الفنانين الثلاثة، ويكشف عن أعمالهم الفنية بشكل دقيق. أما مجدي عثمان، مؤلف الكتاب، فكشف عن دوافعه في تأليف هذا الكتاب. أوضح أن الفكرة جاءت من بحثه عن أعمال الفنانين القدامى الذين أهملهم تاريخ الفن، سواء لأسباب سياسية، اجتماعية، أو غيرة فنية. وأكد عثمان على أن التوثيق الحقيقي يجب أن يكون بهدف إعادة التذكير ورد الحق، لا أن يكون مجرد لعبة تجارية تحتكر فيها جهات معينة تسويق أعمال فنانين محددين.
كشف عثمان عن فكرة طموحة تقدم بها سابقًا لإنشاء موسوعة الفنانين التشكيليين في مصر، تهدف إلى البحث عن الأسماء المنسية وإخراج “الدفائن” من التراث الفني. كان من المفترض أن تبدأ الموسوعة بتغطية الفنانين منذ بداية الفن التشكيلي في مصر، مرورًا بأسماء مثل يوحنا الأرمني، وصولًا إلى الأجيال الحديثة. وأكد أن الموسوعة يجب أن تشمل كل فنان أجنبي ترك أثرًا في مصر، مثل جكمار وكوردييه وبول كليه. لكن للأسف، توقفت الفكرة بعد أن انتقل رئيس القطاع آنذاك، وتم تنفيذها بشكل مختلف دون إبلاغه. وعندما لجأوا إليه بعد تعثر المشروع، أعادهم إلى المفهوم الأصلي للموسوعة، والذي يختلف عن مجرد تجميع السير الذاتية المتاحة على الإنترنت.
واختتمت الأمسية بآراء متعددة من الحضور أكدت على ضرورة التوثيق الفني، وشارك بعضهم بقصص شخصية عن علاقتهم بأساتذتهم من الفنانين الثلاثة. وقد حضر الندوة عدد من الفنانين والمثقفين، منهم د.مجدي عبدالعزيز، د.أحمد عبدالكريم، د.حكيم جامعين، د.عبدالخالق حسين، الباحث أحمد عجاج، الكاتب والمستشار الإعلامي لحزب الوفد شريف عارف، د.سمير عبدالفضيل، والفنان أدهم شاكر، د.حسن غانم، والإعلامية سحر حمدي.
