
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صلي وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد ذكرت المصادر التربوية والتعليمية الكثير عن الإبداع وعن التفكير في الإبداع وإن هناك مناقشات للتطبيقات العملية للإبداع، فالتطبيق الأول وهو علي سبيل المثال وهو زيادة إستهلاك إطارات الشاحنات في شركة معينة، وأظنك قد توصلت إلى أن المشكلة تتمثل بالخسارة المترتبة على تغيير الإطارات الخاصة بسيارات الشركة في فترات قصيرة جدا، وذلك بسبب بيع السائقين للإطارات أو سرقتها، ولذا فيكمن الهدف في توفير تلك المبالغ من خلال إيجاد آلية تمنع السائقين من بيعها، وبعد قيامك بمثل هذا التفكير قد تتوصل إلى الحلول الجيدة مثل تحديد فترة زمنية معينة.
للإعتراف بتلف الإطارات، ومطالبة سائقي الشاحنات عند تلف الإطارات بتقديم الإطارات التالفة كشرح للإعتراف بذلك، وأن تستبدال السائقين الحاليين بآخرين أكثر أمانة، وربما تكون قد توصلت إلى أشباهها، ومع جودة مثل تلك الأفكار وإحتمال مناسبتها للمشكلة، إلا أنها تظل حلولا تقليدية، يستطيع الكثير منا أن يحدد العشرات منها، ولكننا نبحث هنا عن حلول إبداعية، لا أدري إن كنت قد توصلت إلى واحد أو أكثر منها، ولكن ما رأيك في هذا الحل، ويجب أن تقوم الشركة بتوفير إطارات لشاحناتها غير متوفرة في السوق لماذا؟ لإزالة الفرصة التي تمكن السائقين من بيع الإطارات، ألا توافق على أن هذا الحل إبداعي في حالة كونه ممكن التنفيذ، ومعقول التكلفة؟ ةألا تلاحظ أنه يتميز على الحلول الأخرى؟ وألا تلاحظ أن هذا الحل تجاوز بعض الأقفال الذهنية والحدود المتوهمة.
كالقفل فكن عمليا، واعلم إن الكثير منا قد يعيقه هذا القفل عن الوصول إلى مثال هذا الحل بحجة أنه يجب توفير الإطارات مما هـو متوفر في السوق، مع أنه قد تتمكن الشركة من إستيراد ما تريد من إطارات من الخارج، وهذا عين ما حصل واقعا في تلك الشركة، فهنيئا لها إبداعها، وإن هذا الحل لا يعدو أن يكون حلا إبداعيا من سلسلة طويلة من الحلول الإبداعية فأرجو أن تكون قد لامست أحدها، وإلا فيمكنك أن تعيد المحاولة، وأظنك بتوفيق الله تعالى ستنجح، وأما عن التطبيق الثاني من تطبيقات الإبداع فهو تطبيق الدوائر التسع، فإن من لم ينجح في تجاوز القفل الذهني إلتزم بالقواعد، كأن يكون حبيسا للمربع الذي وضعت فيه الدوائر التسع، فإنه لن يعثر على حل لهذا اللغز الغامض، ومن قال لك لا تخرج من قبضة ذلك المربع؟ ومن قال لك لا تتجاوز حدوده؟
ومن أخبرك أن الإلتزام بمثل تلك الحدود من إتباع القواعد لا أحد غير ذلك القفل، ولقد عرفت سابقا أن من لوازم الإبداع هو الإنطلاق أي التفكير المنطلق الذي لا يحده شيء إلا الضوابط الشرعية، فهنيئا لك بالإبداع إن كنت قد تجاوزت ذلك القفل، ومرحبا بك إن عزمت على نزعه مستقبلا، إذن بالإبداع نظفر بحلول رائعة لمشكلات قد يحكم عليها البعض بأنها معضلات تستعصي على الحل، ومن ثم المطالبة بضرورة الاستسلام والتكيّف معها، ولنتذكر جميعا مرة بعد أخرى أن التفكير السديد المنتج مهارة يكسبها التعلم، وعادة يصنعها التدرب، وأما عن التعلم السريع وهي طريقة فعلا قيمة وفعالة للتعلم سواء في المدرسة أو في الحياة عموما وقد أثبتت فعلا جدواها ففي عالم اليوم وجد أن الإنسان حتى وإن أكمل دراسته وبدأ العمل فأنة عادة ما يغير عملة أربع أو خمس مرات خلال حياته.
وهذا ما يجعل وجود طريقة لنتعلم كيف نتعلم مهمة وضرورية في حياتنا اليوم، ويقول أحد الباحثين التربويين أنا شخصيا مرت علي تجربة أنني كنت محتاج أن أتعلم العديد من النواحي المالية والمحاسبية إضافة إلى طرق التعامل مع المراهقين وأيضا عدة برامج على الحاسب الآلي في وقت واحد وكان لابد من وجود طريقة منظمة للتعلم وهنا وجدت موضوع التعلم والسريع فعال ومفيد، وقد طور هده الطريقة البروفسير كولن روز بعد أن ظهرت نظرية البروفسير هوارد قاردنرز عن مستويات الذكاء السبعة والتي يطول شرحها.