
كتب / احمد الافيوني
متابعة / ممدوح السنبسي
في زمنٍ تتقاطع فيه المصالح وتتباين المواقف، يظل الكاتب الصحفي والبرلماني مصطفى بكري عضو مجلس النواب نموذجا فريدا للمسؤول الوطني الذي نال ثقة الجميع، قيادة وشعبا.
فالرجل الذي عرفه المصريون صوتا جريئا ومدافعا صادقا عن الدولة ومؤسساتها، استطاع أن يرسخ لنفسه مكانة استثنائية في المشهدين السياسي والإعلامي على حد سواء.
نال بكري ثقة المسؤولين في مختلف الأحزاب، كما حظي بتقدير رجال الدولة وأجهزتها المختلفة، وهو ما يعكس إجماعا نادرا على احترامه وتقدير مواقفه الثابتة.
ولم تكن هذه الثقة وليدة اللحظة، بل ثمرة مسيرة طويلة من العمل البرلماني الشريف والالتزام المهني الرصين، الذي وضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبار.
ورغم انفتاحه على جميع التيارات الوطنية، اختار مصطفى بكري أن يظل مستقلًا في قائمة الجيزة، محافظا على نهجه الحر ومواقفه الوطنية الراسخة، ليكون صوته ممثلا لإرادة الشعب وحده، لا لأية مصالح حزبية أو ضغوط سياسية.
ويؤكد هذا الاختيار أن مكانته لم تأتِ من فراغ، بل من تاريخ حافل بالعطاء، ومن سمعة طيبة وعلاقات واسعة امتزجت فيها المصداقية بالاحترام المتبادل.
ولعل اللافت أن مصطفى بكري هو النائب الوحيد الذي لم يسعَ وراء القوائم أو يتحرك بمنطق المصلحة، ولم يدفع المال ليضمن مقعدا تحت قبة البرلمان، بل جاء بدعم شعبي حقيقي وإرادة جماهيرية خالصة.
فقد اعتاد أن يخوض الانتخابات على المقاعد الفردية، وكان يحصد أعلى الأصوات على مستوى الجمهورية، لاسيما في دائرة حلوان التي ارتبطت باسمه كرمز للثقة والإنجاز.
وبرغم انتمائه الانتخابي لمحافظة الجيزة، إلا أن قلبه ظل نابضا بحب قنا، مسقط رأسه، التي يعتز بها ويفخر دائما بانتمائه إليها.
فهو يرى أن الولاء للوطن يبدأ من الجذور، وأن الانتماء الحقيقي لا يُقاس بالمناصب بل بالعطاء والإخلاص.
إن مسيرة مصطفى بكري تمثل درسا في الثبات والمواقف، ونموذجا للنائب الذي لم تغيره المناصب ولم تجره المصالح، فبقي كما عرفه المصريون دائمًا ابنا للوطن وصوتا للحق، ومدافعا صلبا عن الدولة المصرية ومؤسساتها.