
مصر عبر تاريخها الطويل كانت ولا تزال رمزا للصمود والكرامة. في زمن التحديات الإقليمية والتحولات الدولية، تزداد الحاجة إلى التماسك الوطني وصيانة السيادة، وهما رهان الشعب والقيادة معًا. تحت قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تؤكد الدولة المصرية على موقف ثابت وواضح: حماية الأمن القومي والحفاظ على كرامة الوطن أولوية لا مساومة عليها.
الجيش المصري مؤسسة وطنية عريقة لها دور مركزي في الحفاظ على الاستقرار، وتتمتع بعقيدة وطنية راسخة مبنية على خبرة تاريخية ومهنية متقدمة. هذه العقيدة لا تقوم على العدوان، بل على الردع، وعلى قدرة القوات المسلحة على إحباط المخاطر وحماية المواطن والمقدّرات. القوة الحقيقية ليست فقط في العتاد، بل في الروح الوطنية التي تُمكّن كل مصري من أن يقف صامدًا مع وطنه في أصعب الظروف.
مبدأ السيادة الوطنية محوري في السياسة المصرية. مصر لن تقبل بأن تصبح ساحة لتدخلات خارجية أو قواعد على أرضها تؤثر على قرارها واستقلالها. هذا الموقف ليس شعارًا بل ممارسة سياسية ودبلوماسية تُحمى بالقوانين والالتزامات الدولية وبوعي الشعب. رفض التدخل الأجنبي وحماية سيادة الأرض جزء من إرث المواجهة الوطنية الذي تعلّمته الأجيال عبر قرون من الكفاح.
الشعب المصري معروف بتضحياته؛ فالكرامة عنده فوق كل اعتبار. تاريخنا يشهد على مواقف بطولية من الرجال والنساء والأطفال عندما احتاج الوطن إلى تضامنهم. وفي الوقت نفسه، فإن مصر الحديثة تُدرك أن قوة الدولة تُبنى أيضًا عبر التنمية الاقتصادية والاجتماعية، عبر فرص العمل والتعليم والرعاية الصحية، لأن المجتمع القوي أقل عرضة للاهتزاز أمام الأزمات.
مؤسساتنا الوطنية، ممثلة في الأزهر الشريف والكنيسة، تلعبان دورًا مهمًا في الحفاظ على نسق اجتماعي مستقر وتماسك داخلي يعرف كيف يواجه الفتن ويصون اللحمة الوطنية. هاتان المؤسستان – مع أجهزة الدولة المدنية والأمنية – تشكلان صمام أمان داخليًا يبني جبهة قوية قادرة على مواجهة كل مخطط يسعى إلى زعزعة الاستقرار.
في نهاية المطاف، مصر تدعو إلى الأمن والسلام في المنطقة، ولكنها ستفعل ذلك من منطلق قوة ومصداقية. الدفاع عن السيادة وحماية المواطنين هما مسؤولية متجذرة لا تنازل عنها. وبروح الوحدة والكرامة، ستظل مصر دولة مستقلة، قوية، وراسخة في محورها التاريخي، قادرة على حماية شعبها ومصالحه بكل حزم وحكمة.
وتلك رسالة لإسرائيل التي تلعب بالنار وتمارس تمردا علي القانون الدولي بمساسها بسيادة بعض الدول،واختراق اجوائها بل وجعلها مسرحا لأعمال عسكرية،لكن مصر السيسي لن تسمح لها حتي ولو جال بخاطرها وسولت لها نفسها أمرا، فسيكون رد الدولة المصرية قاسي وكارثي ليس علي إسرائيل فحسب بل علي العالم باسره.
حفظ الله مصر وجيشها وشرطتها وشعبها وإزهرها الشريف
دكتور ابراهيم ابوالمجد ابراهيم
ألامين العام المساعد السابق للوجه القبلي جامعة الأزهر الشريف
