Uncategorized

مجدي عثمان يفتح ملف فض ارتباط وإنصاف الرواد المنسيين


كتبت /منى منصور السيد
افتتح الفنان القدير محيي اسماعيل والدكتور سعيد توفيق الامين العام الاسبق للمجلس الاعلى للثقافة معرض الفنان الروائي احمد الجنايني رئيس مجلس ادارة اتيليه القاهرة ومعرض فض ارتباط الذي نظمه الفنان مجدي عثمان وقد تم الافتتاح في جاليري ضي المهندسين بحضور الناقد الفني هشام قنديل رئيس مجلس ادارة اتيليه العرب ونخبة من الفنانين والنقاد
في محاولة جريئة لإعادة كتابة التاريخ التشكيلي المصري بعين ناقدة وموثقة اقيم معرض فض ارتباط الذي يجمع اعمالا نادرة لثلاثة فنانين تتشابه اسماؤهم وتتداخل مسيراتهم في اذهان الكثيرين محمد حسن محمد (۱۹۸۲- ١٩٦١) وحسن محمد حسن (۱۹۰٦- ۱۹۹۰) وحسن محمد حسن (١٩٢٦/٢٠٠٩)


التقينا بالفنان والباحث مجدي عثمان المشرف على المعرض الذي بدأ حديثه بتأكيد على ان الدافع الجوهري لإقامة هذا التجمع الفني الذي ضم اكثر من 200 عمل لم يكن اكاديميا بحتا
أوضح مجدي عثمان ان فكرة المعرض نشأت من خلال ممارسات سوق الفن حيث كان يعرض عليه اعمال لهؤلاء الفنانين وكان العارضون يخلطون بينها وبين اعمال الرائد محمد بك حسن متجاهلين غزارة انتاج الآخرين هذا الخلط البصري الى جانب شعوره بضرورة توثيق مسيرة الثلاثة الفنية لفض ذلك الارتباط دفع به لإقامة هذا الطرح البصري الذي يبرز الاختلافات الفنية والمسيرة الحياتية لكل منهم


وعن الصعوبات التي واجهت إقامة المعرض خاصة مع تزايد سطوة التجارة على النقد صرح مجدي عثمان بأن الامر ارتطم بأعتاب تجار الفن الذين يهمهم البيع قبل القيمة وسط ثقافة فنية ضامرة تعلي من اسماء بعينها لأجل الربح حتى بات الشراء لأجل التوقيع وليس المحتوى وأكد ان المعرض يهدف الى مواجهة هذه الثقافة وإبراز الدور الرائد الذي غفل عنه سهوا او قصدا في تأريخ الفن المصري


حسن محمد حسن ضحية التجاهل النقدي
وبانتقال الحديث الى الفنان المحوري في المعرض حسن محمد حسن (۱۹۰٦- ۱۹۹۰) الذي وصفته الدراسات المرافقة بأنه فنان قريب من نبض الجماهير وارتبط بمسيرة ثورة يوليو أشار عثمان الى ان هذا الفنان رغم اسلوبه الملحمي والرمزي وقوته الإنشائية سقط سهوا او عمدا من دراسات اجيال النقاد ومؤرخي الفن وأرجع هذا التجاهل الى احتمالات عدة منها قربه من نهج الواقعية الاشتراكية او ربما صراعاته الشخصية والاكاديمية لكن السبب الأهم في نظره هو تقصير الحركة النقدية والدراسات الجامعية التي لم تمنحه المكانة اللائقة
واستفاض مجدي عثمان في وصف توجهه الفني قائلا لقد آمن بأن اللوحة يجب ان يكون لها موضوع ذو معنى معتبرا ذلك وظيفة الفنان تجاه المجتمع وهذا ما يظهر في اعماله الكبرى التي تمزج بين التجريد والتعبيرية في اسلوب رمزي مثل لوحات الفكر جوهر الوجود وكاتب الدراما حيث كان ينظر الى العمل الفني كمدرس يحدد اتجاهه ويضع له اطارا رغم ان انتاجه تجاوز الاطار الموجه الى تأملات وجودية وإنسانية


محمد بك حسن عميد التمصير وفنان الباتيك
وعن الرائد محمد بك حسن (۱۸۹۲- ١٩٦١) سئل عن البصمات التي تتجاوز الإدارة والريادة فأوضح مجدي عثمان ان محمد بك حسن كان عبقريا متعدد المواهب مصور ومثال ورائد تطبيقي انه اول مصري يتولى نظارة مدرسة الفنون التطبيقية وله الفضل في تمصيرها وتميزت مسيرته بالإبداع في مجالات نادرة مثل النحت الكاريكاتوري الساخر على شخصيات سياسية وإعادة الاعتبار لفن الباتيك في مصر مؤكدا على اصوله الشرقية وأكد ان هذا الفنان لم يكن يسعى للدعاية ويكفيه موقفه النبيل حين آثر شراء تمثال صديقه محمود مختار على بيع لوحته الخاصة


حسن محمد حسن جراح الصحافة
وفي ختام التوضيح كان لا بد من الوقوف عند الفنان الثالث حسن محمد حسن (١٩٢٦/٢٠٠٩) الطبيب الجراح والرسام الصحفي أضاف عثمان قائلا هذا الفنان هو من صمم الماكيت الأساسي لمجلة صباح الخير وكان الرسام الذي وثق اعمال كبار الادباء حيث رسم اغلفة ورسوم داخلية لـ ثلاثية نجيب محفوظ ومعظم اعمال يوسف السباعي وهو اول من رسم صورة للرئيس محمد نجيب بعد الثورة لقد عانى هذا الرسام من النسيان المزدوج كطبيب وفنان ولم يحصل على التوثيق الذي يستحقه من مؤرخي الفن وكانت امنيته قبل الرحيل إقامة معرض لتوثيق اعماله المعرض يسعى لفض اشتباك الأسماء وتقديم إنصاف مستحق لهذه المسيرة الفريدة


واختتم مجدي عثمان حديثه بالتأكيد على ان رسالة المعرض هي دعوة للنقد والبحث للابتعاد عن القولبة الجاهزة والنظر الى الفن بمعايير عصره وتكريم عطر كل زهرة بعيدا عن ضغوط السوق وإعادة هؤلاء الرواد الى مكانتهم المستحقة في تاريخ الفن المصري.

osama elhaowary

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *