
تقرير/أيمن بحر
أولًا: السياق العام
منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1979 والعلاقات بين البلدين تتسم بالهدوء الرسمى وإن ظلت محدودة على مستوى الشعوب. ومع مرور العقود أصبحت العلاقة بين الدولتين تقوم على مزيج من المصالح الأمنية والاقتصادية والسياسية.
أولًا: ماذا تريد إسرائيل من مصر؟
- الحفاظ على اتفاقية السلام
إسرائيل ترى فى استمرار السلام مع مصر أحد أهم مكاسبها الاستراتيجية حيث أن مصر كانت القوة العسكرية الأكبر فى المواجهات العربية-الإسرائيلية. وبالتالى فإن بقاء مصر خارج دائرة الصراع يعطي إسرائيل حرية أكبر فى التعامل مع باقى الأطراف.
- التنسيق الأمنى فى سيناء
تسعى إسرائيل إلى ضمان استقرار سيناء وخاصةً فى ظل نشاط الجماعات المسلحة هناك، لأنها تخشى تسلل عناصر إلى داخل حدودها. كما تسمح مصر أحيانًا بتعزيزات أمنية إضافية في سيناء بالتنسيق مع إسرائيل (رغم القيود المفروضة بموجب اتفاقية السلام).
- حصار غزة والتحكم فى حركة حماس
تعتبر إسرائيل أن لمصر دورًا محوريًا فى التحكم فى حركة حماس بقطاع غزة، خاصة من خلال معبر رفح. وتنسق الدولتان فى كثير من الأحيان لمنع تهريب الأسلحة إلى القطاع أو تقويض قدرات حماس.
- التعاون فى مجال الطاقة
بدأت إسرائيل فى تصدير الغاز الطبيعى إلى مصر، وأصبح هناك تعاون إقليمى فى الطاقة يشمل اليونان وقبرص أيضًا وهو ما يرسخ شراكة استراتيجية ذات أبعاد اقتصادية.
- الحد من النفوذ الإيرانى والتركى
ترى إسرائيل أن تقاربها مع مصر يساهم فى تقليص نفوذ قوى إقليمية منافسة مثل إيران وتركيا خاصة فى ملفات مثل غزة وليبيا والبحر المتوسط.
ثانيًا: ما هي أهداف إسرائيل الاستراتيجية من علاقتها مع مصر؟
- ضمان الأمن القومى الإسرائيلى
بمنع وجود جبهة جنوبية نشطة ضدها (من جهة مصر) وتنسيق المواقف فى ملفات مثل غزة وسيناء.
- تعزيز مكانتها الإقليمية
عبر التعاون مع مصر أحد أكبر الدول العربية تسعى إسرائيل إلى كسر عزلتها الإقليمية وتحسين علاقاتها مع باقى الدول العربية.
- توسيع النفوذ الاقتصادي
وخاصة فى مجالات الطاقة والتجارة والسياحة حيث تسعى إسرائيل إلى دمج اقتصادها مع اقتصادات المنطقة بما يعزز قوتها السياسية.
- احتواء التهديدات فى قطاع غزة
من خلال التعاون الأمنى والسياسى مع مصر للضغط على الفصائل الفلسطينية وتقليل خطر التصعيد.
ثالثًا: كيف تتعامل مصر مع هذه المصالح؟
السياسة المصرية تعتمد على تحقيق توازن: لا تُظهر انحيازًا مفرطًا لإسرائيل ولكنها تتعاون معها بما يخدم مصالحها القومية مثل:
استقرار سيناء.
تقليل التهديدات من غزة.
الحصول على مصادر طاقة بأسعار مناسبة.
الحفاظ على الدعم الدولي من الولايات المتحدة وأوروبا.
خلاصة
إسرائيل تسعى إلى:
الحفاظ على السلام مع مصر.
تحقيق أمنها القومى عبر سيناء وغزة.
تعزيز نفوذها السياسى والاقتصادى فى المنطقة.
احتواء الجماعات المعادية من خلال التنسيق مع القاهرة.
بينما تستخدم مصر علاقتها مع إسرائيل كـ ورقة دبلوماسية وأداة أمن قومى لضمان استقرارها الداخلى وتعزيز موقعها الإقليمى والدولى