أخبار منوعة

ليس تدريب و لكنه صراع ضد جيل لا يريد ان  يتربى



كتب ايهاب ثروت

أصبح التدريب اليوم ليس مجرد رياضة ولا مهنة ولا شغف طفولة
و لكنه اصبح حرب أعصاب يومية يخوضها المدرب وحده وسط جيل يتعامل مع الرياضة كأنها ترند و ليست تربية

جيل داخل الملعب و هو يرى إن الصوت العالي إهانة والتوجيه تحكم والنظام قيود والانضباط عقد
جيل يهرب من التعب و يرى في الالتزام عبء ويتصور البطولة لقطة و ليست رحلة

والمدرب هو  يحملل كل هذا على عاتقه فهو مدرب ومربي وطبيب نفسي و يجب انةيحتوي نوبات غضب ويصلح أخطاء تربية
ويعيد تشكيل عقل مشوش وقلب ليس متوازن و يجب ان يكون هادي ومبتسم

فهو مطلوب منه يصنع بطل
من مادة خام ليست دائماً جاهزة
من لاعب يرى فى نفسه انه يعلم كل شيئ وسامع أصوات حوله أكتر من صوت مدربه

و الأن التدريب أصبح مواجهة يومية بين الانضباط والتسيب
و بين القيم والسطحية و بين مدرسة الرجال وجيل المظاهر

ومع كل هذا عندما يخسر الفريق  يتم توجيه السهام للمدرب
و عندما ينهار اللاعب يقولون ان المدرب لم يستطع ان يحتويه ونسوا إن يقف يقف فى الملعب  يوميا ليس روبوت و أنه إنسان ورا كل أمر وكل توجيه قلب يتكسر في صمت

و يوجد مدربين يخرجوا من التدريب وهم مهزومين داخليآ ليس من النتيجة لكن من الإحساس بالعجز امام جيل ليس سامع ولا فاهم ومع ذلك بعودوا  ليبدأوا من الصفر ويحاولوا من جديد لأنهم مؤمنين إن التدريب الحقيقي لا يصنع أبطال فقط و لكن يحاول ينقذ الإنسان قبل مرحلة الضياع

المدرب لا يبحث عن شكر ولا  تصفيق انما يحتاج حد يفهم إن خلفه تعب نفسي أعمق من أي عضلة مشدودة
ألم ليس ظاهر لكنه بينهش في الروح كل يوم

وبرغم كل هذا مازال هناك مدربين يصحوا كل صباح حاملين هم الملعب كأنه وطن ويزرعون داخله قيم وأخلاق واحترام و ذلك لأنهم ببساطة آخر جيل بيحارب من اجل ان لا تموت  التربية

osama elhaowary

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *