Uncategorized

لا يدخل الجنة جسد غذّي بحرام


بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين نحمد ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين سيدنا محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن الطمع واعلموا أن كثير من الناس يحب أن يكون غنيا، وهناك عدة طرق يسلكها الإنسان لكي يصبح غنيا، والكسب الحلال الذي أحله الله تعالي ورسوله المصطفي صلي الله عليه وسلم يبارك الله عز وجل فيه ويحفظ صاحبه، ولكن بعض الناس يبحث عن الربح السريع، ومن أجل ذلك يسلك أي طرق مشروعة أو غير مشروعة، المهم أن يكوّن ثروة من المال، يدفعه إلى هذا الطريق طمع وجشع وحب للدنيا يطغى على كل شيء، فلا يرى ولا يبصر إلا المال.

والرصيد في البنوك، ويكون جل تفكيره جمع المال من أي مصدر كان، ومن أولئك الذين يلهثون وراء المال، هو موظف قد منّ الله تعالي عليه براتب شهري يصرف منه ويزيد، وقد بارك الله له فيه، ولكن الإنسان لا يملأ عينيه إلا التراب، فهو يريد أكثر وها هي المغريات من حوله تسهل له طريق الحرام، وها هي المصائد والفخاخ قد نصبت من قبل البنوك تدعوه إلى الربا وتزيّنه له، وهذا هو المجتمع بأكمله إلا من رحم ربي يتعامل بالربا، وقد حدثته نفسه بأن يعمل بالتجارة ويكون مثل غيره عنده مال ويمتلك رصيدا في البنك، وتاقت نفسه لهذه الفكرة، والأمر سهل جدا ما عليه إلا أن يحول راتبه إلى أحد البنوك الربوية ويقبض ضعف راتبه عشر مرات أو أكثر، وذهب بإختياره إلى المصيدة، ووقع بالفخ دون عناء، وخرج من البنك مبتسما منشرح الصدر.

لأنه صار عنده رصيد من المال وليبدأ بمشروعه التجاري، وسمع به أحد أصدقائه فأسرع إليه ينصحه قائلا له يا أخي أنا أعرفك رجلا طيبا وراتبك ولله الحمد يكفيك وزيادة، فلماذا تسعى للحرام وترهق نفسك بالديون؟ يا أخي إن العمل الذي فعلته وأقدمت عليه حرام وعاقبته وخيمة في الدنيا والآخرة، وأخذ صديقه ينصحه عدة مرات عله يسمع ويعي إلا أنه لم يحرك به ساكنا، وبدأ في تنفيذ مشروعه فاشترى سيارات مستعملة وشحنها إلى مكان لتصليحها وتلميعها، وبعد ذلك نقلها بواسطة سيارتين من سيارات النقل إلى بلده ليبيعهم، وفي الطريق إنقلبت السيارة الأمامية وإصطدمت بها السيارة الثانية التي تسير خلفها، وأتلفت جميع السيارات المنقولة عن بكرة أبيها ولم يبقى فيها شيء صالح، ونجا السائقان بفضل الله تعالى وعادا إلى بلدهما سالمين، ولمّا علم مالك السيارات بما حدث.

ملأت الحسرة قلبه، فقد ضاعت أمواله في رمال الصحراء هباء منثورا وهو يدفع للبنك أكثر مما أخذ منه، ولم يجني من عمله إلا الخسارة، فبعد أن كان يعيش في رغد العيش، صار حاله بائسا وصارت الديون تطارده، وهذه حالته في الدنيا والله أعلم بحاله في الآخرة؟ وقيل أنه زار رجل صديقه الذي إنقطع منه منذ سنوات في المستشفى، فوجد عنده أحد أبنائه، وعندما همّ بالإنصراف، قال له المريض يا أبا فلان، تعلم أني كنت أعمل في الإدارة الفلانية، وأنا لا أدري هل سأخرج من هذا المكان حيّا أم لا، وفي ذمتي للدولة كذا وكذا مليونا، وأنا أريد براءة ذمتي، فإن خرجت فسأرجعها، وإن أنا مت، فوصيتي لك ولابني هذا، أن تجمع أبنائي وتخبرهم بذلك حتى لا أعذَّب بها، قال الرجل وما هي إلا أيام ومات صديقي، وبعد العزاء جمعت أبناءه وذكرت لهم ما حصل.

فما كان منهم جميعا إلا أن قالوا هذا المال حلال علينا، ولو كان الوالد يريد براءة ذمته، لفعله من غيرك، اشرب قهوتك، والله يستر عليك، سبحان الله، جمع المال الحرام من غير حله، فإنتفع به ورثته، وحاز هو إثمه وجريرته، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ” لا يدخل الجنة جسد غذّي بحرام”

osama elhaowary

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *