أخبار منوعة

قصة حنان الطويل صراع الهوية ونهاية غامضة مؤلمة



الصحفية/نهي احمد مصطفى

حياة الفنانة حنان الطويل ما كانتش عادية ولا سهلة، لكنها كانت رحلة قاسية في البحث عن الذات وسط مجتمع رافض ومليان أحكام.

منذ طفولتها في محافظة الفيوم، كانت حنان حاسة إنها عايشة صراع داخلي مستمر، إحساس دائم بالغربة عن نفسها، وكأن روحها محبوسة في جسد لا يشبهها.

الإحساس ده كبر معاها مع السنين، لحد ما وصلت لقرار مصيري اعتبره كتيرون صادم في وقت ما كانش فيه أي مساحة للاختلاف، وقررت تخوض تجربة التحول الجنسي، رغم معرفتها المسبقة بحجم الرفض اللي مستنيها.

القرار قوبل برفض قاطع من الأسرة، ونبذ اجتماعي قاسي، وضغوط نفسية كبيرة خلت حياتها تتحول لمعركة يومية. ومع عدم تقبل أهلها لاختيارها، اضطرت تسيب البيت وتمشي، وتبدأ حياة جديدة لوحدها، محمّلة بالخوف والوحدة.

ورغم كل ده، قدرت حنان الطويل تشق طريقها في عالم الفن أواخر التسعينات، وشاركت في أدوار صغيرة لكنها علّقت في ذاكرة الجمهور.
مين ينسى شخصية ميس إنشراح مدرسة الإنجليزي في فيلم الناظر، أو دور كوريا في عسكر في المعسكر، والرقصة اللي أثارت وقتها جدل وضجة كبيرة.

بس خلف الضحكة والقبول اللي شافته من الجمهور، كانت حياتها الخاصة مليانة ألم وضغط نفسي مستمر، نتيجة نظرة المجتمع وعدم قدرتها على العيش بسلام.

نهاية حنان الطويل كانت مأساوية وغامضة، ورحلت سنة 2004 عن عمر 38 سنة، وسط تضارب في الروايات
فيه اللي قال إنها توفيت داخل مستشفى للأمراض النفسية، بسبب الضغوط اللي اتعرضت لها،
وفيه رواية تانية بتشير لمحاولة إنهاء حياتها،
وأخرى بتتكلم عن أزمة صحية مفاجئة.

لتبقى في النهاية قصة رحيلها لغزًا، لا يعرف حقيقته كاملة إلا أسرتها، وتبقى حكايتها واحدة من أكثر القصص الإنسانية وجعًا في الوسط الفني المصري.

osama elhaowary

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *