مقال

عليكم بنصح الأمة ووعظها


بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أما بعد يقول الله عز وجل ” للذين أحسنوا الحسني وزيادة ” فالذين عبدوا الله عز وجل بالإحسان وبدرجة التقوى لهم الحسنى وهي الجنة ولهم الزيادة، وهي النظر إلى وجه الله عز وجل، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم “أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك” أي فإن لم تصل إلى درجة أنك تعبد الله عز وجل كأنك تراه فهناك درجة هي أدنى من هذه الدرجة توصل إليها، وهي أيضا من الإحسان، وهي أن تعبد الله عز وجل وأنت تعتقد أنه يراك، فأنت كذلك تحسن العبادة لله عز وجل.

ولقد دلت الأدلة كلها على شرف التقوى، قال الله عز وجل ” ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله ” فلو أن هناك خصلة أجمع للخير العاجل والآجل من تقوى الله عز وجل لأوصى الله عز وجل بها الأولين والآخرين، فالتقوى هي وصية الله عز وجل للأولين والآخرين، والتقوى هي وصية النبي صلى الله عليه وسلم عندما نصح الأمة ووعظها موعظة بليغة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقالوا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا، فقال أوصيكم بتقوى الله عز وجل، فلما أحس الصحابة بخطر الموعظة وحلاوتها قالوا كأنها موعظة مودع، يعني المودع يبذل جهده ويستفرغ وسعه في النصيحة فقالوا كأنها موعظة مودع يا رسول الله فأوصنا، قال أوصيكم بتقوى الله ” وقال صلى الله عليه وسلم “اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن”

واعلموا إن إهتمام الوالد بولده، وقيامه بهذا الدور من أوجب الواجبات، وأعلى القربات، وأجلّ المهمات، وأشرف المقامات، بل يقول علماء التربية إنه شرط ضرورة، ويقول علماء الشريعة إنه فرض عين على الجميع، وفرض العين هو الذي لا يجوز للمسلم أن يتركه أو يتخلى عنه، أليس الصلاة مفروضة عليك فرض عين؟ بلى، وأليس الصيام مفروضا عليك فرض عين؟ بلى، فلا يصلي أحد عن أحد، ولا يصوم أحد عن أحد، وبالتالي فإن إعداد ولدك للحياة هو فريضة بعد الفريضة، وتعليم ابنك فريضة عين كما فريضة الصلاة، فلا تهملها، ألا واعلم أخي المسلم أن إهتمامك بتربية أبنائك هو فرض عين كفرض الصلاة المكتوبة، وأداء الزكاة المفروضة، وعندما نسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “طلب العلم فريضة على كل مسلم” والخطاب يتوجه إلى المكلفين بأعيانهم.

وإلى الآباء والمربين إذا كان الإنسان قبل سن التكليف، من الذي يسمع الخطاب وينفذه؟ فأنت أيها المسلم المكلف، فما دمت قادرا على أداء الصلاة لأنك مكلفا بها، فيجب أن تكون قادرا على التعلم لأنك مكلف به، أما قبل بلوغ سن البلوغ والتكليف، فمهمة التربية والتعليم على الآباء، فقد وجهنا النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم بقوله ” مروا أبناءكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع” ولقد توجه الخطاب إلى صاحب التكليف، لمن ترجّح عقله لأن يؤدي واجبات ربه، واعلم أيها الأخ الكريم، والأب الرؤوف، أن مستقبل أبنائك مرهون بحسن إعدادك لهم، ويا أخي المسلم يوصيك الله في ولدك، والآية وإن كان بدء لآيات الميراث إلا أن معناها عام في كل شأن من شؤون الحياة، فيقول تعالى “يوصيكم الله في أولادكم”

إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما، فاللهم صلي وسلم وبارك على صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، محمد بن عبد الله، أكرم الخلق، وأفضل البشر، وسيد المرسلين والأنبياء أجمعين، اللهم صلي وسلم وزد وبارك على نبينا محمد، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وعلى أصحابه الطيبين الطاهرين، ومن اتبع هداه، واقتفى أثره إلى يوم الدين، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العلي العظيم الجليل الكريم التواب الرحيم يذكركم، واشكروه على آلائه ونعمه التي لا تستطيعون حصرها ولا تقدرون شكرها يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

sdytm165@gmail.com

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *