مقال

عباقرة من خارج القاعات
سلسلة مقالات أدبية


بقلم د كامل عبد القوى النحاس

الأديب مصطفى صادق الرافعي
المقال الأول:
عزلة صنعت عبقرية

بداية الطريق:
طفولة في ظل المكتبة والمنزل
وُلد مصطفى صادق الرافعي عام 1880 في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية.

تفوق في الشهادة الابتدائية ولكنه لم يحصل على أي مؤهل رسمي في حياته بعدها

تحديات مبكرة

المرض الذي صنع شخصيتة
أصيب الرافعي بمرض التيفوئيد وضعف سمعه تدريجيا حتى فقده تماما

لكنه حول المرض إلى فرصة وكرّس نفسه للقراءة وحفظ القرآن وصحبة التراث العربي ليبني عالمه الخاص بعيداً عن القاعات الدراسية والمحاضرات

من محاكمة الخصوم إلى محاكمة النصوص

كان والده يطمح لأن يصبح قاضياً مثله لكن إعاقته حوّلته ليحاكم الأفكار والنصوص بدل من محاكمة الخصوم

صقلت اللغة العربية والقرآن مهارته في الكتابة ليصبح أسلوبه علامة فارقة في الأدب العربي

الجامعة التي لم يدخلها رسمياً
في عزلة المنزل ومع قراءة كل كتاب وحفظ كل نص تشكّلت عبقريته

صبر على الجملة والكلمة رفض الاستسهال ورغبة في نقل العربية كما يجب أن تُفهم وتحفظ

كل قراءة وكل نص وكل تأمل صقل وعيه اللغوي والفكري وأسهم في بناء أسلوبه الأدبي الفريد.
عبقرية خارج القاعات
هكذا تشكّلت عبقرية الرافعي بعيداً عن الجامعات والمؤسسات التعليمية، متجذرة في البيئة الأسرية مكرسة بالصبر ومستمدة من القرآن واللغة والتراث لتصبح حجر الأساس لكل إنتاجه الأدبي والفكري لاحقاً

خاتمة

دروس من حياة الرافعي
الرافعي يعلمنا أن العبقرية ليست وليدة الشهادات أو القاعات الدراسية بل نتاج صبر وتجربة واجتهاد شخصي والقدرة على تحويل التحديات إلى فرص

المرض والعزلة لم يكونا عائقاً، بل فرصة لصقل الذكاء وتركيز الانتباه وتحويل العزلة إلى مختبر للفكر والبيان

المقال القادم سيكشف كيف حوّل الرافعي تحدياته إلى أدوات لصقل عبقريته الفكرية والأدبية
وكيف واجه الأدب والفكر في مصر والعالم العربي

osama elhaowary

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *