
حسن حفني/أسوان
من انتِ قالت في حِوارٍ ساخرٍ
حين التقت في وجهها المُتهكِمِ
ردت بكلِ بلادةٍ أنا من أنا
انا حسرةٌ في قلبكِ المُتحطِمِ
أنا فرحُهُ أنا بِشرُهُ أنا رُوحُهُ
انا ثَغرُ بسمتهِ و فيهِ تَبسُّمِي
اوتسألينَ وقد أضَعتِ طريقَهُ
يا ويحَكِ من انتِ حتى تعلمِي
قالت وربِ العرش انتِ لْمُخطئة
بل انتِ يا بنت الهوى لم تفهمي
ما انتِ إلا في الخيالِ ك نزوةٍ
و سرابُ طيفٍ ما رُوِىِ منه ظمي
ياشهوة في عقله كتبت لها
أن تنمحي بمرور ما لم تحلمِ
و خريطة المكياج تلك مصيرها
دمعا فيرجع زهوها لجهنمِ
أو عشرةِ العمرِ الجميلِ ك ليلةٍ
يا صفرَ وهمٍ في غيتارِ تنغمي
أوتسكنينَ فؤادُه مثلى انا
عشقي سنينًا في دماهُ وفي دمِي
أنا حبُّ أيام الطفولةِ والصبا
انا رشدُهُ وبلوغ سن تكرمِ
انا امهُ انا اختهُ انا بنتهُ
أنا زوجهُ انا عشقهُ المتهيمِ
انا شيبهُ وشبابهُ انا عمرهُ
ودواؤهُ لو أن يفديهِ دمي
أنا غمرهُ الماضي وحلمُ زمانهُ
و هدوؤهُ إن ثار فيهِ تهندمِ
ضَحكت بأعلى ما يجودُ به الصَّدى
و اهتز منها كلُّ ثغرٍ في الفمِ
واستلت الانفاسُ من زفراتها
واستدركت في القولِ دون تلعثم
هذا زمانٌ ضلَّ فيهِ غثاؤكِ
قد كان ماضٍ ماتَ فيه تكلمِي
ولتسألي عينيهُ عما قد هوت
عَميت عن الأطلالِ مُنذ تَقدمِ
العهدُ عهدي والمصيرُ بجانبي
أما الغرابُ فَ عُشه مُتهدمِ
زفرت بانفاسِ اللهيبِ بعينها
وأحمر منها الجفن مثل جهنم
والنطق جفَّ بحلقها وشفاهُها
ولسانُ منطِقُها جَفا لِتكلمِ
ودموعُها سالت ك نهر وافرٍ
وتقَهقرت وعُيونها أضحَت عمي