
صحابية من الصحابيات المجاهدات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي أمر بالإجتماع ونهى عن الإفتراق، وأشهد أن لا إله إلا الله الحكيم العليم، الخلاق الرزاق، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، رُفع إلى السماء ليلة المعراج حتى جاوز السبع الطباق، وهناك فرضت عليه الصلوات الخمس بالاتفاق، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين نشروا دينه في الآفاق، ومن تبعهم بإحسان إلي يوم التلاق ثم أما بعد جاء في المصادر الإسلامية الكثير عن خطوات إجرائية للتفكير الإيجابي وعقلية العلم وتجنب التفكير السلبي وعقلية الخرافة، ومنها التحذير من التشكيك والحيرة ونشر روح التشاؤم في كل شيء، وإن التشكيك المفرط، والحيرة المستمرة، ونشر روح التشاؤم من أخطر الظواهر السلبية التي تؤثر على الأفراد والمجتمعات، فتقضي على الأمل وتحبط الإرادة، وتخلق بيئة نفسية واجتماعية ملبدة بالسلبية.
تعوق التقدم والتنمية، وكما ذكرت المصادر إن من الصحابيات المجاهدات التي دافعت عن النبي صلي الله عليه وسلم هي السيده أم عمارة وهى نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار وهي تنتمي إلى بني الخزرج وهي القبيلة التي سكنت يثرب قبل الإسلام، وبالتحديد من بطن بني النجار أخوال عبد المطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يُعلم إن كان أبوها كعب بن عمرو بن عوف قد أدرك الإسلام أم لا، وكذلك الحال بالنسبة لأمها الرباب بنت عبد الله بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جُشم بن الخزرج، وإن كان بعض المصنفين يرجحون إسلامها ومشاركتها في غزوة أحد، وتضميدها لجراح ابنتها نسيبة في تلك الغزوة، ولأم عمارة من الإخوة عبد الله، وقد أسلم وشهد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم كلها.
وتوفي في المدينة سنة ثلاثين من الهجره، وصلى عليه الخليفة يومها عثمان بن عفان، وقيل أيضا أنه قتل يوم الحرة، ووقعة الحرة كانت بين أهل المدينة من طرف ويزيد بن معاوية والأمويين من طرف آخر، وفيها أن أهل المدينة نقضوا بيعة يزيد بن معاوية لما كان عليه من سوء ولما حدث في معركة كربلاء ومن مقتل الحسين بن علي، فطردوا والي يزيد على المدينة عثمان بن محمد بن أبي سفيان ومن معه من بني أمية من المدينة، فأرسل على أثرهم يزيد جيش من الشام وأمر عليهم مسلم بن عقبة المري فوقعت بينهم وقعة الحرة وإنتهت بمقتل عدد كبير من الصحابة وأبناء الصحابة والتابعين، وقيل أنها كانت عام ثلاثه وستين من الهجره، وكان أخوها الثاني عبد الرحمن أحد البكائين، الذين لم يكونوا يملكون ما يجعلهم قادرين على المشاركة في غزوة تبوك.
وكما ولاه النبي صلى الله عليه وسلم، هو وعبد الله بن سلام على قطع نخيل بني النضير، وشهد باقي الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم، وتوفي في آخر خلافة عمر بن الخطاب، وعبد الله بن سلام بن الحارث، وهو صحابي جليل وكنيته أبو يوسف، وهو من ذرية النبى الكريم يوسف عليه السلام وهو من بني إسرائيل، وقد قال عنه الذهبي في السير هو الإمام الحَبر، المشهود له بالجنة، وهو حليف الأنصار، وهو من خواص أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تزوجت السيده أم عمارة قبل الإسلام من زيد بن عاصم الأنصاري، وهو من الصحابة الذين شهدوا بيعة العقبة وبدر ثم أحد، ولم تذكر كتب السير والتراجم شيئا عن وفاته، وأنجبت له ولديه حبيب بن زيد، الذي شهد بيعة العقبة وأحد والخندق وباقي الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم، إلى مسيلمة بن حبيب في اليمامة لما تنبأ فقطع مسيلمة أطرافه وألقاه في النار حتى مات، لما لم يشهد لمسيلمة بالنبوة، وقد قيل أنه سأله مسيلمة الكذاب فقال له أتشهد أن محمدا رسول الله؟ قال نعم، ثم قال له أتشهد أني رسول الله؟ فقال حبيب أنا أصم لا أسمع، ففعل ذلك مرارا، فقطعه مسيلمة عضوا عضوا، حتى مات، وكان إبنها عبد الله بن زيد وهو أخو حبيب بن زيد، الذى أجهز على مسيلمة بن حبيب بسيفه في معركة اليمامة بعد أن رماه وحشي بن حرب، وقد قتل عبد الله أيضا يوم الحرة.

