
بقلم / صبري الحصري
في قديم الزمان اراد رجل غني ان يعلم ولده الصغير درسا لا ينساه طوال حياته.
وفي المساء اجتمع الرجل مع ولده الذي لم يتخطي الثانية عشرة من العمر وطلب منه ان يذهب الي العمل في الصباح ويأتي له بالمال
فتعجب الولد وقال ولكن يا أبي نحن أغنياء ولدينا الكثير من المال فلماذا اعمل !!!!
فصاح الوالد وقال. افعل ما اقوله لك دون نقاش،
وفي الصباح هم الولد الي حيث يتجمع العمال وسأل عن موعد العمل وكم سيجني من هذا التعب وما هو طبيعة العمل فلم يعجبه وذهب الي امه حيث كانت منفصلة عن والده .فتظاهر بالبكاء امامها وقص عليها ما حدث فسألت الولد وكم ثمن اليوم كاملا !
أجابها الولد عشرة جنيهات يا أمي !!!
فقالت ان والدك يظن نفسه حكيما منذ زمن لذلك تركته وانفصلت ولكن لا تخاف سوف اعطيك عشرة جنيهات ولا تذهب الي العمل وان سالك والدك قل له لقد ذهبت إلي العمل…
وفي المساء اجتمع الصبي مع والده سأله الرجل هل ذهبت الي العمل كما طلبت منم ؟
قال الصبي في تردد نعم !
الرجل ! واين المال ؟
الصبي ! ها هم العشرة جنيهات يا أبي !!!
فأخذه الرجل من الصبي وألقاها من النافذه في دهشة من الصبي ثم نظر الي الصبي فوجده لم يهتم !
وفي اليوم الثاني ذهب الصبي الي امه مرة اخري فمكث الصبي الي آخر اليوم وأعطته العشرة جنيهات وذهب الي والده فأخذه الرجل وألقاها مرة أخري من النافذة ونظر الي الصبي فلم يهتم أيضا
ثم تكرر الموقف ثلاثة أيام وكل يوم يأخذ الرجل من الصبي العشرة جنيهات ويلقي بها من النافذة وفي اليوم الرابع ذهب الطفل الي والدته فلم يجدها في البيت فحزن وقرر الذهاب الي العمل هذه المرة من أجل النقود وفي ذلك اليوم تعب الولد كثيرا وشعر بالإرهاق والذل وتحامل علي نفسه حتي انتهي اليوم بفروغ الصبر وذهب الي والده فسأله ابوه أين النقود ؟
وكان يبدوا عليه علامات التعب والارهاق فقال له ها هو يا أبي تفضل !
فأخذه الرجل وألقاها من النافذة ونظر الي الصبي ولكن هذه المرة نزلت دموع الصبي علي خده دون أن يشعر بها وقال لماذا يا أبي فقد تحملت التعب والذل والإهانة من صاحب العل طول اليوم ؟؟؟
هنا أبتسم الرجل الحكيم وقال للصبي !
لا يشعر بالمال إلا من تعب من أجله
وتذكر دائما ان المال الذي يأتي دون تعب يذهب في أتفه الأمور دون أن تشعر
أما المال الذي ياتي بعد تعب وشقاء
لابد ان تضعه في محله ومكانه الصحيح
كانت أمي رحمها الله تقول دائما .
(صاحب المال تعبان)

