Uncategorized

سحر الكلمة الطيبه في تهدئة الخلافات


هاله المغاورى فيينا
في كل علاقة بين البشر، تبقى بعض اللحظات أكثر حساسية من غيرها؛ لحظات يتشابك فيها التعب مع سوء الفهم، وتضيق فيها المسافات رغم قرب القلوب. وفي مثل هذه اللحظات، لا تحتاج النفس إلى تفسير طويل أو حجج منتظمة، بل إلى كلمة طيبة تنزل على الروح كطمأنينة، وتعيد للمشاعر هدوءها الطبيعي.
الكلمة الطيبة ليست بديلاً عن الحقيقة، لكنها الطريقة الأرقّ لقولها. وليست محاولة للهروب من المواجهة، بل أسلوب ناضج في إدارة الشعور واحترام الآخرين.


تظهر قيمة الكلمة الطيبة؛ وقت الخلاف لأنها تُذيب التوتر كما يذيب الضوء آخر خيوط العتمة.فهي تكسر حدّة الغضب دون أن تكسر صاحبها، وتفتح بابًا للعودة عندما يغلق التعب كل المنافذ.
لذلك، فإن أبسط كلمة صادقة كفيلة بإعادة التوازن فى العلاقات الانسانيه ، وإمساك ما قد يتفلت من مشاعر بسبب لحظة انفعال أو سوء تقدير.


فالكلمة الطيبة ليست مجرد مجاملة، بل وعي بأن الآخر يستحق اللطف مهما صعّبت المواقف الطريق.
ما تمنحه الكلمة الطيبة يتجاوز معناها المباشر؛ فهي تُشعر الإنسان بأنه مُهم، مفهوم، مسموع، ومحبوب رغم كل شيء.


وهي تمنح القلب سكينة لا تمنحها اعتذارات متأخرة ولا تبريرات طويلة.
أحيانًا تُنقذ كلمة واحدة علاقة كاملة من الانهيار، وتمنح يومًا كاملًا معنى جديدًا، وتعيد للروح شيئًا من قوتها.


الكلمة الطيبة قوة ناعمة تُعيد ترتيب ما بعثرته المشاجرات، وترمم ما تصدّع من روابط، وتدلّل على أن اللطف ليس ضعفًا، بل أعلى درجات الحكمة والنضج.
ولذلك فهي ستظل دائمًا أجمل ما يمكن تقديمه وأعمق ما يمكن أن يترك أثرًا.

osama elhaowary

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *