
هاله المغاورى فيينا
في مشهد يعكس الوجه الإنساني للدبلوماسية الدولية، لعبت زوجات السفراء في فيينا دورًا محوريًا في إنجاح فعاليات بازار الأمم المتحدة 56 الذي نظّمته جمعية نساء الأمم المتحدة (UNWG).
هذا الحضور النسائي اللافت لم يكن مجرد مشاركة بروتوكولية، بل تحوّل إلى قوة تنظيمية وثقافية تركت بصمتها بوضوح داخل أجنحة دول العالم.
جاءت مشاركة زوجات السفراء هذا العام أكثر عمقًا من أي وقت مضى.
فقد تولّت العديد منهن مسؤوليات مباشرة داخل أجنحة بلدانهن، من إدارة المعروضات إلى استقبال الزوار، وصولًا إلى تقديم شروحات حول التراث الوطني، في مشهد يعكس وعيًا بأهمية “الدبلوماسية الشعبية” في تعزيز صورة الدولة.
ما قامت به زوجات السفراء داخل البازار:
• الإشراف على عملية العرض والتنظيم
• تجهيز المنتجات الوطنية والحرف اليدوية
• إدارة حركة الزوار داخل الأجنحة
• تقديم معلومات حول ثقافة بلادهن
• دعم جهود جمع التبرعات للمشروعات الإنسانية
• تمثيل بلدانهن بصورة دبلوماسية راقية
هذا الدور أعطى البازار روحًا خاصة ودفئًا إنسانيًا لا يتحقق في الفعاليات التقليدية.
لاحظ الزوار أن معظم الأجنحة الوطنية كانت تعمل بطاقة نسائية عالية، حيث صنعت زوجات السفراء أجواءً من الود والحوار الثقافي، وساهمن في بناء جسور تواصل بين الشعوب عبر القصص والروايات التراثية التي قدّمنها للزوار.
وقد شهدت أجنحة عربية وأوروبية وآسيوية توافدًا كبيرًا للجمهور، بفضل الاستقبال المهني والشرح الثقافي الذي قدّمته الدبلوماسيات وزوجات السفراء، مما عزّز العلاقة بين الجاليات والمجتمع المحلي.
تعكس مشاركة زوجات السفراء ما يعرف بـ الدبلوماسية الناعمة، وهي إحدى أهم أدوات التواصل بين الشعوب بعيدًا عن السياسة المباشرة.
ومن خلال هذا الدور:
• يقدّمن الصورة الحقيقية لبلادهن
• يعززن العلاقات الإنسانية
• يشجّعن المجتمع الدولي على التعاون
• يدعمن المبادرات الخيرية
• ينقلن صورة ثقافية إيجابية عن دولهن
ولذلك، يعتبر كثير من الخبراء أن البازار ليس مجرد سوق خيري، بل منصة تمارس فيها النساء دورًا دبلوماسيًا مؤثرًا وفعّالًا.
أظهرت زوجات السفراء قدرة عالية على إدارة الحوار الثقافي مع الزوار، حيث قدّمن شرحًا تفصيليًا لمعروضات بلادهن، بداية من الحرف التراثية وصولًا إلى الأزياء التقليدية والمأكولات الوطنية.
وفي عدد من الأجنحة العربية تحديدًا، برز حضور زوجات السفراء بشكل قوي، إذ قدمن للزوار:
• قصصًا عن أصل كل قطعة معروضة
• حكايات تراثية مرتبطة ببلادهن
• معلومات حول كيفية صناعة المنتجات
• تجربة ضيافة عربية كاملة
هذا النوع من التواصل جعل الزوار يشعرون بأنهم ليسوا داخل بازار فقط، بل داخل رحلة ثقافية حقيقية تقودها النساء.
لم تقتصر مشاركة زوجات السفراء على الجانب الثقافي أو التنظيمي فقط، بل حملت أيضًا بُعدًا إنسانيًا عميقًا
حيث شاركن في دعم أهداف البازار الذي يخصص عوائده بالكامل لمشروعات الأطفال الأكثر احتياجًا في العالم.
وبذلك، تحوّل حضورهن إلى رسالة تضامن دولية تتجاوز حدود الدبلوماسية التقليدية.
قدّم بازار الأمم المتحدة 56 نموذجًا فريدًا لدور زوجات السفراء في دعم العمل الإنساني والثقافي، وأكد أن المرأة الدبلوماسية قادرة على قيادة مساحات واسعة من التأثير الإيجابي، من خلال الحضور، والتنظيم، والتواصل، وتقديم صورة راقية لبلادها.
لقد نجحن في تحويل البازار إلى مساحة تعارف بين الثقافات، وإلى منصة إنسانية حقيقية تُظهر أن الدبلوماسية ليست فقط في قاعات الاجتماعات، بل أيضًا في المبادرات الشعبية التي تقودها النساء

