
اللواء.أ. ح. سامى محمد شلتوت.
بالأمس القريب كنت أبن ثم أب وفى لمح البصر صرت جد لأحفاد.
شعور وخلجات تجتاح النفس و العقل والبصيرة. وفى كل مرحلة يتغيرالتقيم والواجبات و المسؤوليات والحقوق. ولكنى أمسك كاميرا الزمن لأسجل تابلوه واقعى عن كل لمحة عن البنوة و الأبوة والمثل والقدوة ناصحانفسى وأذكرها وأعى ما أقول وأنقلها لكل من سوف أحاسب عليه أمام الله وكذا أحبائي وأصدقائي الأوفياء. ناصحا نفسى مذكرا غيري لنقل صور حقيقية عن الأب.
فعندما يوبخك أبوك فهو لا يكرهك.. وعندما يضغط عليك فهو يتمنى لك الأحسن.. و عندما تراه صامتا فهو يفكر في مستقبلك.. و عندما يقتصد عليك فاعلم أنه يحرم نفسه.. و عندما تراه يتنهد وهو ينظر إليك فإعلم أنك أنت السبب.. و عندما يضحك وهو ينظر إلى تقاسيم وجهك فإعلم أنك أنت من أسعدته.. و عندما تراه قاسيا عليك فإعلم أنك لا تتبع نصيحته.
عندما يغلق باب غرفته دونك و حالته متعبة فإعلم أنه ربما يبكي من أفعالك. عندما ترفع صوتك عليه فإعلم أنك تقتله..!!. نعم تقتله نعم تقتله معنويا….و عندما ترى نفسك ضائعا وتائها فإعلم أنه غاضبا عليك..
وعندما تراه ممددا على الفراش لا يتكلم ولا يتحرك فإعلم بأنك فقدت سندا عظيما وكسبت فراغا لا تملأه الذكرى.. ومعها يكون قد فات زمان البر.. لأنه سوف يكون جثة هامدة لن يسمعك بعدها..
صدقني سوف تشتاق لتوبيخه ولنهره ولصياحه ستشتاق لعتابه وحتى ستتمنى ضربة منه لأنك ستتأكد أن كل ما كان يفعله وكنت تتذمر منه كان من أجلك وأن ذلك الصياح أخذ من صحته الكثير وتتأكد أنه لا أحد يفكر فيك بعد أبيك ستشعر أنك وحيداً بلا سند حتى لو كان عمرك أربعين و ستعرف أنك ظلمته كثيرا و إن كل ذلك كان لأنه يحبك ويحب أن يراك أفضل إنسان ستتمنى أن تلقاه مرة واحدة كي تعتذر منه وتكون كما أرادك ولكن فات الأوان…
الله الله في الآباء يا من لازال آباؤكم على قيد الحياة…ربنا يطيل في عمر الآباء ويرحم من فارق الحياة منهم..

