المتحف المصرى الكبير

دور المؤسسات التعليمية في ترسيخ الوعي الحضاري احتفالاً بافتتاح المتحف المصري الكبير


كتبت/منى منصور السيد
في إطار الاستعدادات والاحتفالات الكبرى المرتقبة لافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أضخم صرح أثري وثقافي في العالم، تتكاتف الجهود على المستويين الرسمي والمجتمعي لضمان ترسيخ الوعي الحضاري بهذه الأهمية التاريخية. وتبرز المؤسسات التعليمية كشريك استراتيجي في هذه المهمة الوطنية، حيث تلعب المدارس دورًا حيويًا في غرس قيم الانتماء والاعتزاز بالحضارة المصرية العريقة في نفوس الأجيال الشابة.


وقد جسدت مدرسة الدكتور محمد ربيع فلاح الثانوية بنات بمركز ومدينة ديرب نجم هذا الدور بفاعلية، وذلك تحت إشراف ودعم مديرة المدرسة الأستاذة فاتن مصطفى وهبي، وبمساندة قوية من مدير عام الإدارة التعليمية المهندس أحمد عبدالعظيم. حيث سارعت المدرسة إلى تبني مقترح الكاتب الروائي والباحث عبدالله مهدي، رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة باتحاد كتاب مصر، بتشكيل جماعة طلابية من الطالبات والمعلمين والمعلمات أُطلق عليها اسم (محبو المتحف المصري الكبير).


ويهدف تشكيل هذه الجماعة إلى تحويل المعرفة التاريخية إلى تجربة عملية حية، من خلال تنظيم رحلات دورية لزيارة المتحف، مع التركيز على التعمق في دراسة كل أثر والوقوف على المنجز الإبداعي للحضارة المصرية القديمة في مختلف مجالات العلوم والفنون. ولضمان وصول هذه الرسالة التوعوية لأكبر عدد من الطالبات، ستقوم الجماعة بتنفيذ برنامج أسبوعي خاص عبر الإذاعة المدرسية لتعريف الجميع بـ “أم الحضارات الإنسانية” ومساهماتها الجليلة في تقدم البشرية وازدهارها.
وتأتي هذه المبادرة كامتداد لتقليد حضاري عريق في المدرسة، حيث سبق للطالبات والمعلمين تنفيذ لوحات جدارية فنية احتفت بكافة مراحل الحضارة المصرية. فقد صممت الطالبات لوحات تُجسد مشاهد من المصرية القديمة (كالإله آتون وعيد الأوبت وبهو المتحف وتمثال رمسيس الثاني)، مروراً بالحضارتين القبطية والعربية الإسلامية (ممثلة في الكنيسة المعلقة وجامع أحمد بن طولون والأزهر الشريف)، وصولاً إلى العصر الحديث (كاحتفالات انتصار أكتوبر المجيد والبرج الأيقوني بالعاصمة الإدارية). وكان الهدف الأساسي من وراء هذه اللوحات هو نشر الوعي الحضاري وتدعيم الذات الثقافية لدى النشء.


إن هذه الجهود، التي تتناغم مع التوجهات الرسمية بدمج الثقافة والتعليم، تؤكد أن المدرسة هي القلعة الأولى لغرس الهوية والانتماء. ويُعد تأسيس جماعات متخصصة كـ “محبو المتحف المصري الكبير” نموذجًا تربويًا فعالًا يضمن استدامة الوعي بأهمية التراث المصري في نفوس الأجيال، تزامنًا مع هذا الحدث العالمي البارز.

sdytm165@gmail.com

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *