
بقلم رضوان شبيب- محرر صحفي
في زمن أصبح الخلاف الأسري عنوانا للمعارك، نرى اليوم نماذج مؤلمة من علاقات تهدم لا بسبب قسوة الظروف، بل بسبب قرارات الأهل أنفسهم. فبدل أن يكون الأب والأم مصدرًا للحكمة والتعقل، أصبح بعضهم سببا مباشرا في انهيار بيوت بناتهم.
كم من ابٍ وأمٍ فرحا ظنا منهما أنهما ينتصران لابنتهما، وهما في الحقيقة يدمران مستقبلها فرحة مشوهة بنفقة أو قطعة أثاث مستعملة، تباع فيها الكرامة و تشترى فيها العيون الدامعة.

بنت الأمس الرقيقة أصبحت اليوم زائرة دائمة لأقسام الشرطة، تحفظ مصطلحات القضايا، وتتعلم لغات الشكوى، وتجلس بين مجرمين و متهمين، فقط لأنها دخلت عالما لم يكن ينبغي لها أن تعرفه.
أية تربية هذه التي تخرج ابنة لتتعلم “فنون” المحاكم؟! وأي انتصار ذاك الذي يكافأ فيه الدمار وضحكات عابرة أمام المقاهي
لقد تحولت بعض البيوت إلى مدارس لتعليم البنات كيف يرفعن القضايا، لا كيف يحافظن على البيوت. غابت ثقافة الصبر والحوار، وحلت محلها ثقافة الانتقام و العناد. وهنا الخطر الأكبر: حين تزرع الأسرة في ابنتها فكرة أن الخلاف يحل بالسلاح القانوني لا بالعقل، وأن الكرامة تسترد أمام القاضي لا بالحوار داخل البيت.
اصرخ باعلي صوت
الحكمه
صوت الضمير صوت الحفاظ على الأطفال
أيها الآباء والأمهات… علموا بناتكم الحكمة لا الخصومة، و ازرعوا فيهن الكرامة لا الغضب، فالقضية لا تقاس بما يدفع من مال، بل بما يفقد من احترام وطمأنينة.