Uncategorized

حوار حول TRC التغيير الحقيقي من الألف إلى الياء


كتبت/منى منصور السيد
نناقش اليوم موضوعًا يمسّ الكثيرين في عالمنا العربي: “الكوتشنج” أو التوجيه الشخصي. نرى انتشارًا هائلاً للبرامج التدريبية، لكنكم في “أكاديمية TRC” تقدمون نموذجًا مختلفًا. كيف بدأت فكرة TRC؟ وما الذي يميزها عن غيرها؟
بدأت الفكرة من وعينا بوجود فجوة كبيرة في الساحة العربية. الكوتشنج أصبح موضة، ولكن الكثير من البرامج الموجودة تفتقد إلى العمق العلمي والتطبيق العملي، ناهيك عن أنها غالبًا ما تكون مجرد تقليد أعمى للمعايير الغربية دون مراعاة ثقافتنا وهويتنا. من هنا، قررنا أن نؤسس شيئًا مختلفًا، مدرسة لا مجرد برنامج. هدفنا هو بناء مجتمع للتعافي قائم على العمق، لا على الضوضاء.


هذا يقودنا إلى نقطة جوهرية ذكرتموها، وهي أنكم “مدرسة لا برنامج”. ما الذي تعنيه هذه الفلسفة على أرض الواقع؟
المدرسة تعني أننا نقدم رؤية متكاملة، لا شهادة فقط. نحن نؤمن بأن الكوتش يجب أن يكون صانعًا للتغيير الحقيقي، وهذا لا يأتي من خلال المعلومات النظرية وحدها. لذلك، قمنا بتصميم منهجية فريدة تعتمد على ثلاثية متكاملة: Release (تحرير)، Change (تغيير)، وTrust (ثقة). نحن نحرر الفرد من قيوده النفسية، ونمكنه من تغيير أنماط التفكير والسلوك، ثم نساعده على بناء الثقة بنفسه وبالآخرين. هذه الفلسفة تجعل الكوتشنج رحلة تحول حقيقية.
ذكرتم في رسالتكم التأسيسية أنكم تقدمون خمسة تخصصات رائدة. هل يمكن أن تحدثنا عنها


بالتأكيد. لم نكتفِ ببرنامج عام، بل غصنا في عمق الاحتياجات الحقيقية للمجتمع العربي. نقدم تخصصات فريدة تعد الأولى من نوعها في المنطقة، مثل كوتشنج التعافي من الصدمات (Trauma Recovery Coaching) وكوتشنج العلاقات السامة (Toxic Relationship Coaching). هذه التخصصات تركز على قضايا معاصرة وحقيقية، وتزود المتدربين بالأدوات اللازمة للتعامل معها بشكل علمي وأخلاقي.
المصداقية والاحترافية أمران أساسيان في هذا المجال

كيف تضمنون ذلك في TRC؟ وماذا عن الاعتمادات التي حصلتم عليها؟
الالتزام بالمعايير الدولية كان أولوية قصوى منذ اللحظة الأولى. حصلنا على اعتماد البورد الكندي، وهو ما يعكس جودة المحتوى وقوة التدريب. ولكننا لم نتوقف عند ذلك، فقد كانت هناك مناقشات جادة لدمج البرنامج ضمن برامج جامعة حلوان المصرية، بالإضافة إلى متابعة واعتماد من لجنة المهن النفسية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي. هذه الاعتمادات ليست مجرد أختام رسمية، بل هي شهادة ثقة تؤكد أن TRC مرجعية عربية قادرة على المنافسة عالميًا. مؤخرًا، شهدت الأكاديمية أول لقاء رسمي لفريقها. ما الذي تم إنجازه في هذا اللقاء، وما هو الموعد الثابت الذي اتفقتم عليه


كان لقاءً تاريخيًا. لقد أثبتنا أننا لسنا مجرد مجموعة، بل مدرسة تتأسس على أرض الواقع. ناقشنا أفكارًا عملية لمشروعات مشتركة، وأساليب جديدة لنشر العلم والمعرفة، ووضعنا خطوات أولى لمبادرات ستخدم مجتمعنا. لم يكن لقاءً للتعارف، بل إعلانًا عن بدء حركة TRC. ومن هنا، قررنا أن أول جمعة من كل شهر ستكون ملتقانا الثابت، سواء كان ذلك حضوريًا للفريق وأصدقاء المجتمع، أو عبر الإنترنت لكل من يؤمن بالرحلة.


رسالتكم الأخيرة تشير إلى أن TRC ليست مجرد مشروع مؤقت، بل “The Real Change”. ما هي رؤيتكم للمستقبل؟
ج: رؤيتنا هي أن نؤسس معيارًا عربيًا متكاملًا للكوتشنج. نريد أن ننتقل بالكوتشنج العربي من مرحلة الاستهلاك إلى مرحلة الإنتاج والريادة. هدفنا هو إعداد كوادر عربية قادرة على المنافسة عالميًا، ليس فقط بالشهادات، بل بالأصالة الفكرية والالتزام الأخلاقي. ما نقوم به هو مشروع حياة يخلق قيمة حقيقية ويضع المتدرب على طريق التأثير الفعلي والمستدام. إن TRC تمثل إعلان ولادة نموذج عربي أصيل يضع معايير جديدة للتميز والاحترافية.
س: شكرًا جزيلاً لك على هذا الحوار الشيق والمثمر. نأمل أن تكون TRC نموذجًا يحتذى به في تطوير المجتمعات العربية.

osama elhaowary

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *