محافظة الفيوم

ثقافة الفيوم تناقش ديوان “كأنك ألف مش واحدة” احتفاء بالفنان محمد عزت

الفيوم : فاطمه رمضان

شهدت مكتبة الفيوم العامة لقاء أدبيا لمناقشة ديوان شعر العامية “كأنك ألف مش واحدة” للفنان محمد عزت، والصادر عن المجلس الأعلى للثقافة، ضمن فعاليات البرنامج الأدبي للهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، المنفذة في سياق خطة وزارة الثقافة الهادفة إلى دعم الحراك الأدبي بالمحافظات.

قدم اللقاء بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، ونظمته الثقافة العامة بالفرع، وأداره القاص عويس معوض، في ليلة تجمع بين الشعر والنقد والغناء، بمشاركة كل من الشاعر سعيد شحاتة، المخرج أحمد إسماعيل، والفنانين عزت زين، وعهدي شاكر، بحضور ياسمين ضياء مدير عام الفرع، والنائبة البرلمانية د. ميرفت عبد العظيم، وعدد كبير من أدباء ومثقفي الفيوم ومبدعيها.

استهل “معوض” حديثه قائلا؛ أن الطبيعة تعلمنا كيف نغني، من هنا كانت الألحان، ثم جاءت الكلمات لتكمل الدور، واليوم جئنا لنحتفي بفنان من طراز خاص، بدأ حياته فنانا يعرف أهمية الكلمة ، اقترب من الشعراء الكبار أمثال فؤاد حداد وصلاح جاهين.

وفي كلمته أعرب “عزت” عن سعادته بهذا الاحتفاء، وأن يستمع إلى انطباعات المشاركين حول تجربته الإبداعية كشاعر، ثم قدم عددا من الأغنيات الطربية منها؛ “أنا قلبي عصفورة” ، ” آه يانا يانا” من الفولكلور، “فاضل دقيقة واحدة” من كلمات الراحل محمود جمعة، ” فوق كتفك اغزل مواويلك”، ” في الجنة” لصلاح جاهين.

وتحدث الفنان عزت زين عن الذكريات التي جمعته بالفنان والشاعر محمد عزت في بداية رحلتهم وأعمالهم الفنية، واصفا “عزت” بأنه يجيد التمثيل والغناء والتلحين، بنفس المستوى، فضلا عن كونه فنانا تشكيليا، وتوالت أعمال محمد عزت في جميع مسارح الدولة ومسارح الثقافة الجماهيرية، ويشارك حاليا في مسرحية “سجن النسا” بألحانه العظيمة.

فيما تحدث المخرج أحمد اسماعيل عن “عزت” بأنه فنان ذو موهبة كبيرة نادرة تجمع بين ثلاث عناصر شديدة الأهمية والخصوصية وهي؛ الألحان والغناء والتمثيل المسرحي، وهو يجمع بين الأصالة الحقيقية والاحساس بالوطن والمواطنين البسطاء، ثم استعرض ذكرياتهم مع فؤاد حداد وأعمالهم المشتركة.

وأشار “اسماعيل” إلى جانب الموسيقى الدرامية الذي يتميز به الفنان محمد عزت، فهو يستلهم الألحان الشعبية والفولكلورية ويخرج منها بألحان جديدة عصرية، تجمع بين الأصالة والمعاصرة، فالديوان تتميز أشعاره بأنها أقرب إلى الترجمة الموسيقية للكلمات، وبعض القصائد لها أبعاد درامية، وتتميز بإيقاعها المختلف.

واستعرض الفنان والملحن عهدي شاكر الذكريات الفنية التي جمعتهم، وتحدث عن “عزت” الصديق والفنان، مطالبا بالمزيد من هذه اللقاءات للاحتفاء بجميع الرموز الثقافية والفنية من أبناء محافظة الفيوم، ثم قدم أغنية “عمرك مراكب سايرة ” من كلمات محمد عزت.

وفي كلمته، تحدث “شحاتة” عن الأزمة المجتمعية تجاه الفن الراقي الهادف، وعن أشعار محمد عزت بأنها موسيقى مستقاة من الذائقة الشعبية وإليها، وعنوان الديوان يفتح أبواب التخيل على مصراعيه أمام المتلقي، يرى محبوبته “الوطن” برمزيتها وليست مفردة، مستعرضا بعضا من قصائد الديوان.

وأضاف “شحاتة” أن محمد عزت يكتب بفلسفته وفق حالة مزاجية معينة، والتي تؤثر على مسامع الانسان البسيط، الديوان تغلب عليه الغنائية، ويتميز باختيار الألفاظ المتجانسة، ورغم الحالة الوجدانية المتغيرة إلا أن القارئ لا يشعر بالمسافات الزمنية البعيدة التي كتبت فيها قصائد الديوان، فيبدأ الديوان بكتابة الرباعيات عام ١٩٨٧، وتتوالى القصائد حتى قصيدة “اللي بنى مصر” التي كتبت عام ٢٠٢١، الديوان يعد بانوراما للتاريخ المصري، يجمع بين المسرح الشعري، والأوبريتات، والقصائد الشعرية، التي تنبض بالأمل والانتماء للوطن بالإضافة إلى الحفاظ على التراث الفني المصري، وهو مزيج من ثقافات فنية فلسفها الشاعر، ووظفها بإبداع وشاعرية، موضحا أن التوهج الأكبر كان في فترة الألفينات حيث كتب مايقرب من ١٩ قصيدة وأغنية تتمرد على القوالب المتعارف عليها.

أعقب ذلك عدة مداخلات من شعراء ومثقفي الفيوم حول الديوان، واختتم اللقاء الفنان محمد عزت ببعض الأغنيات منها؛ “العروسة، كان عندي طاقية، ياما حمامي”.

ديوان “كأنك ألف مش واحدة” صادر عن المجلس الأعلى للثقافة العام الماضي، يضم حوالي ٥٦ قصيدة بالعامية المصرية، تمزج بين غنائية القصائد ووطنيتها وانحيازها لقضايا التحرر، مع استلهام وفهم موسيقي ولغوي للفلكلور الشعبي المصري.

جاء ذلك ضمن أنشطة فرع ثقافة الفيوم، التابع لإقليم القاهرة الكبرى الثقافي، برئاسة لاميس الشرنوبي.

تامر توفيق

تامر توفيق

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *