أنتخابات

بيان من ناجى الشهابي
رئيس حزب الجيل الديمقراطي ، وعضو مجلس الشيوخ



بقلم : سهام محمد راضي 

لتفنيد الادعاءات الواردة في البوست المتداول حول مكانة مصر ودورها الإقليمي

أكد ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، وعضو مجلس الشيوخ أن البوست المتداول والذي يروّج لفكرة “انتقال القوة العربية” من مصر إلى دول أخرى، وأن السعودية والإمارات تتقدمان بينما “تتراجع” مصر، هو بوست غير صحيح في مضمونه، ومخالف للحقائق السياسية والاستراتيجية، ويتجاهل دور مصر التاريخي والراهن كقائدة لأمتها العربية ومالكة لإرادة وطنية مستقلة لا تخضع لأي قوة خارجية.

وقال الشهابي إن مصر ليست دولة تابعة لأحد، بل هي الدولة العربية الوحيدة التي تمتلك قرارًا وطنيًا مستقلاً بالكامل، تقوده قيادة سياسية لا تخضع للابتزاز ولا التبعية، وتواجه ضغوط القوى الكبرى بالثبات نفسه الذي واجهت به الولايات المتحدة، سواء في عهد الديمقراطيين بقيادة بايدن أو الجمهوريين بقيادة ترامب.
وقد أجبرهم الموقف المصري الصلب على التراجع عن مخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، وعلى “لَحس” وعودهم للمتطرف نتنياهو، وهو ما لم تجرؤ أي دولة عربية أخرى على فعله؛ بل إن بعض الدول كانت آنذاك تنسّق مع واشنطن في المسار الصهيوني الذي يستهدف فلسطين والمنطقة.

وأضاف رئيس حزب الجيل الديمقراطي أن السعودية والإمارات دولتان حليفتان للولايات المتحدة ومحمِيَّتان بقواعد عسكرية أمريكية، وأن وصفهما بـ”الدول المستقلة استراتيجيًا” يتجاهل حقائق بديهية؛ فالصفقات العسكرية الضخمة التي ابرمتها الرياض وأبوظبي ليست دليل قوة استراتيجية، بل هي في جوهرها استنزاف مالي هائل لصالح الشركات الأمريكية، ولا تمنح أيًّا منهما استقلالًا حقيقيًا عن القرار الأمريكي.
وتساءل الشهابي: “إذا كانت القواعد الأمريكية هي دليل القوة، فما فائدتها إذن؟ وهل منعت إسرائيل من الاعتداء على غزة أو تهديد قطر أو زعزعة الأمن الإقليمي؟”
وأوضح أن المنطقة شاهدت مرارًا أن امتلاك أحدث الطائرات والأسلحة لا يصنع استقلال قرار، وأن الجيش المصري – رغم عدم ارتهانه لواشنطن أو لأي قوة – هو الجيش العربي الوحيد الذي لا يدار من الخارج، ولا يستأذن أحدًا في حماية أمنه القومي.
وشدّد الشهابي على أن محاولة التقليل من مكانة مصر الإقليمية تكشف غياب فهم لطبيعة الدور المصري؛ فمصر ليست دولة تبحث عن “صفقات استعراضية”، بل دولة تبني قدرة ذاتية حقيقية في الطاقة، الصناعة، البنية التحتية، الأمن الغذائي، الأمن المائي، والقدرات العسكرية المتطورة، وتشيّد مشاريع عملاقة برؤية شاملة ومتكاملة مثل:
العاصمة الإدارية الجديدة
المدن الذكية الجديدة
البرنامج النووي بالضبعة
شبكة الطرق والأنفاق
إعادة بناء الدولة من أسفل إلى أعلى
تطوير الجيش المصري بأحدث الأنظمة وامتلاك قدرات ردع مستقلة
وهذه ليست “مشاريع استعراضية” بل ركائز دولة قوية تبنى للأجيال، وهو الفارق بين دولة تسير وفق رؤية وطنية مستقلة، ودول تعتمد في أمنها واستراتيجيتها على الولايات المتحدة.

وأشار الشهابي إلى أن تصوير زيارة قادة الخليج إلى الولايات المتحدة وكأنها “تحولات تعيد رسم الشرق الأوسط” وتدفع مصر خارج المشهد، هو تصوير غير دقيق؛ فدول الخليج نفسها تعتمد على مصر لضبط التوازن الإقليمي، وعلى قوة الجيش المصري لحماية الأمن العربي، وقد رأى العالم كله من الذي حافظ على القضية الفلسطينية ومن الذي بقي صامتًا أو منساقًا خلف الإدارة الأمريكية.

واختتم ناجى الشهابي مؤكدًا أن مصر ستبقى قائدة أمتها العربية، وأن مسيرة البناء والتنمية فيها ماضية بكل عزم وإصرار، تحقق أهدافها بصمت واقتدار، بعيدًا عن الضجيج أو الاستعراض، وأن قوة مصر الحقيقية تنبع من استقلال قرارها، ومن دورها التاريخي الذي لا يمكن تجاوزه أو القفز عليه ببعض الصفقات أو الزيارات أو الاتفاقيات.

وقال إن كل محاولات التقليل من مكانة مصر أو التشكيك في قدراتها “لن تنجح”، لأن التاريخ والواقع والجغرافيا تؤكد أن مصر هي قلب الأمة… وقائدتها.

osama elhaowary

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *