Uncategorized

الغبئ الحقيقى من ظن أنه أذكى الناس



اللواء.أ. ح.سامي محمد شلتوت.

كنا نشاهد المرحوم «شعبان عبد الرحيم» في حلقة من برنامج «من يربح المليون» منذ سنوات وكان المذيع يسأله أسئلة تافهة لكن المطرب الشعبي لا يجيب عن شيء منها، و هكذا بدأ المذيع يلمح له بالأجوبة و يسمح له بالربح كل هذا مع ضحكات المشاهدين و إسطوانات «شعبان» المعروفة عن ثيابه التي يشتريها من وكالة البلح و رغبته في العودة إلى المكواة لأن الطرب لم يعد كما كان الخ.

في النهاية إستطاع أن يحصل على مائة و خمسين ألفًا من الجنيهات في بضع دقائق
ظن الناس إن هذا الرجل محدود الذكاء بشكل غير مسبوق، لكن رأيي كان مختلفًا لقد خدع المشاهدين و المذيع الوسيم و سخر منهم بمنتهى الخبث و الذكاء فنحن خرجنا بإحساس زائف بالتفوق و الذكاء و هو خرج بمائة و خمسين ألفًا فمن الأذكى فينا و من الغبي الحقيقي هنا
الأمر كله يذكرني بقصة المتسول الذي كان السياح يعرضون عليه أن يختار بين عشرة دولارات و ربع جنيه، فكان يختار الربع في كل مرة.. إلى أن عاتبه أحدهم على غبائه الشديد.. كيف تختار يا أحمق ربع جنيه و تترك عشرة دولارات
كانت إجابة المتسول المفحمة هي «لو إخترت عشرة الدولارات لكف السياح عن المجيء لرؤية بلاهتي، و لقطعت مصدر رزقي»

ثمة قصة مماثلة عن التجار المصريين أيام الحملة الفرنسية، و كيف كانوا يرفضون العملات الذهبية لكنهم يقبلون أزرار الجنود الفرنسيين النحاسية ثمنًا لما يبيعونه لهم. و قد تسلى الفرنسيون بهؤلاء الحمقى كثيرًا. ثم إتضح فيما بعد أن المصريين لم يريدوا الإحتفاظ بعملات ذهبية فرنسية لأن الفرنسيين سيرحلون حتمًا، و لسوف تعود جيوش «مراد بك» لتعدم من تجد معه هذه العملات بتهمة الخيانة.. بينما الأزرار النحاسية تعني أن المصري قتل جنديًا فرنسيًا أو سرقه دعك من أن سعرها سيرتفع مع الوقت.
الذكي الحقيقي من يخرج من المعركة منتصرا و لو بغباء…و الغبي من يصنع لنفسه أعذار الهزيمة فى صورة إنتصار..بأختصار الغبي من يظن أنه أذكى الناس……

osama elhaowary

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *