مقال

الحكمة من وجود غاز النيتروجين في الجو


بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله على إحسانه والشكر له سبحانه وتعالى على إمتنانه، ونشهد بأنه لا إله إلا الله تعظيما لشأنه، وأن محمدا عبده ورسوله داع لرضوانه، وصلّ اللهم عليه وعلى آله وخلانه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد ذكرت المصادر التربوية والتعليمية الكثير عن الهواء وعن عوامل الطقس الجوية، ولقد إقتضت حكمته تعالى أن يملأ الهواء الجوي بغاز النيتروجين الذي يساعد النباتات البقولية في صنع غذائها عن طريق الإمتصاص، كما أن عواصف البرق تؤدي إلى إتحاد الأكسجين والنيتروجين، لتكوين أكسيد النتروز الذي ينزل مع المطر فيكون سمادا للتربة، كما تقوم طبقة الأوزون بترشيح أشعة الشمس لمنع وصول الأشعة فوق البنفسجية الضارة إلى طبقات الجو السفلى، وتغزو ملايين الشهب والنيازك الأرض بكمية تكفي لإبادة البشر.

وتقضي على الأخضر واليابس، فإقتضت حكمة الخبير العليم أن يجعل سمك الغلاف الجوي ثمانية عشر ألف ميل، وصممه بإحكام شديد وميزان دقيق ليتم إحراق الشهب والنيازك والأشعة القاتلة قبل أن تصل إلى الأرض، فكان الهواء كالدرع الواقي لسكان الأرض من الخطر، وإنه أشبه بالمشيمة التي تحيط بالجنين، فحين تعبر منها الدماء إلى الجنين، فإنها تمنع المواد الضارة من العبور وتسمح فقط بالمواد النافعة، مثلما يقوم غلاف الأوزون بمنع الأشعة الضارة بالكائنات الحية من العبور، ولقد أعطى الله تعالى كل كائن حاجته من الأكسجين، فالحشرات الصغيرة الحجم تحتاج إلى كميات قليلة، لذا فجهازها التنفسي بسيط للغاية، وهو عبارة عن ثقوب في جوانبها، وقد أعطى الله تعالى كل كائن حاجته من الأكسجين، فالحشرات الصغيرة الحجم تحتاج إلى كميات قليلة.

لذا فجهازها التنفسي بسيط للغاية، وهو عبارة عن ثقوب في جوانبها، والأسماك والحيتان في البحر تحتاج إلى تنفس الأكسجين، فجُعل الأكسجين يذوب في الماء، وأوجد في الأسماك الخياشيم التي تستخلص بها الأكسجين من الماء ليصل إلى كل خلية في أجسامها، وكما أن الإنسان الكبير الحجم يحتاج إلى كميات كبيرة من الأكسجين، فأوجد له خالقه الرئتين، وجعل له جهازا خاصا بالتنفس ينقل الأكسجين عبر الدماء، فيصل إلى كل خلية في جسمه، وليس ذلك فحسب، بل يأخذ غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يضره، فيطرده خارج الجسم، وجعل الله تعالى جهاز التنفس يدخل الهواء بقدر، وجعل حركة ذلك إليه لا بإرادة الإنسان حتى لا يسرف ويتجاوز الحد، وكذلك لا يقتر ويبخل على نفسه، فجعله الله يعمل بلا كلل ولا ملل أو توقف، يعمل في كل مكان وفي كل حال.

يعمل والإنسان مشغول في عمله، كما يعمل والإنسان غافل غارق في نومه، فالإنسان نفس داخل، ونفس خارج، فإذا انقطع النفس، إنقضى الأجل، وإن في كل ما تم ذكره، هو دعوة إلى العقل البشري أن يتجول في هذا المعرض الإلهي وهو الكون المفعم بالآيات والعجائب، فالله تعالى هو خالق الحياة، وهو الذي أمد الأحياء بما تحتاج إليه من الهواء، وهو الذي أنعم على الأحياء بالهواء للتنفس، وهو الذي يحميها به من أخطار الشهب والنيازك، ويلقح به الكثير من النباتات، ويحمل به الأمطار، ويوازن بضغط الهواء ضغط السوائل في أجسام الكائنات، فهي ظاهرة كونية وآية من آيات الله تستحق أن نقف معها وقفة تأمل وادكار وعظة وإعتبار وظاهرة الريح خوّف العظيم الجليل عباده بالريح العاتية وأنذرهم بالأعاصير القاصفة، وحينما سأل نبي الله سليمان ربه ملكا لا ينبغي لأحد من بعده استجاب الله لطلبه وسخر له الريح طائعة لأمره عليه السلام.

sdytm165@gmail.com

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *