مقال

الجهل بالمقاصد العامة للتشريع الإسلامي


بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى وأشهد أن لا إله إلا الله أعطى كل شيء خلقه ثم هدى لا تحصى نعمه عدا ولا نطيق لها شكرا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى والخليل المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن على النهج اقتفى وسلم تسليما كثيرا ثم ما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن الجمود الفكري وفيه مخالفة صريحة لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، الداعية إلى إعمال العقل والتدبر، والتفهم كما تقدم، وهو من الضلال في دين الله تعالي كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الخوارج، وهو جهل بالمقاصد العامة للتشريع الإسلامي، حيث قال الإمام القرافي رحمه الله ” والجمود علي المنقولات أبدا ضلال في الدين وجهل بمقاصد علماء المسلمين والسلف الماضين، وذكرت المصادر أنه توجد قصص عديدة تبرز نعمة العقل.

مثل قصة الصحابية أم الفضل رضي الله عنها التي إستخدمت ذكاءها لحل مسألة صيام النبي صلى الله عليه وسلم دون أن تسأله مباشرة بإرسال اللبن ليشرب منه، مما دل على فطنتها، وهناك أيضا القصص التي توضح كيف أن العقل أداة ضرورية لفهم الدين والإلتزام به، مثل قصص الصحابة الذين إستخدموا عقولهم في التدبر وفهم الشرع، مما جعلهم يدركون أهمية العقل كأداة للتكليف والمسؤولية، وكانت قصة الصحابية أم الفضل رضي الله عنها كما ذكرتها المصادر، وهو أنه شك الناس في صيام النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة، فأرسلت أم الفضل رضي الله عنها إليه بإناء فيه لبن، فأفطر وشرب، وهذا الموقف يظهر فطنة وذكاء السيدة أم الفضل، حيث إستغنت عن السؤال المباشر ووصلت إلى الحقيقة بطريقة عملية وذكية، وهذا دليل على نعمة العقل في التصرف والفهم.

وكما ذكرت المصادر قصة الصحابي كعب بن مالك رضي الله عنه، حيث تخلف كعب رضي الله عنه عن غزوة تبوك، ولم يبرر موقفه لنفسه بل أدرك خطأه، ومر بفترة من المعاناة والندم بسبب عصيانه، ولكن إستخدم كعب عقله ليدرك خطأه، وقرر أن يواجه عواقب عصيانه بصبر وصدق، وهذه القصة تظهر كيف أن العقل يمكن أن يكون أداة للإدراك والندم والتوبة، وكذلك ذكرت المصادر رجاحة العقل في قصة نبي الله يوسف عليه السلام، فبعد أن ألقاه إخوته في الجب، أنقذه قوم من مدين وحوله إلى مصر، فاستخدم نبي الله يوسف عليه السلام عقله في التعلم وفهم الحياة في مصر، وتطورت مهاراته الفكرية والعلمية، حتى أصبح له شأن عظيم في مصر، ونبي الله يوسف عليه السلام استخدم عقله للتعلم والتأقلم، مما جعله يبلغ منزلة عالية رغم الظروف القاسية، وكذلك قصة نبي الله نوح عليه السلام.

الذي أهداه الله عقله لإيجاد حل لمشكلة الفيضان، وبدأ ببناء السفينة بالتعاون مع ابنه، مما يوضح كيف أن العقل هو أداة ضرورية للإبداع والابتكار، وقصة داود عليه السلام الذي استخدم عقله في الحكم بين المتخاصمين، ودعا الله تعالي أن ينعم عليه بالعقل ليفهم ما ينطق به، وعندما سُئل الإمام مالك رحمه الله عن تفسير آية من آيات القرآن، قال “العقل هو المفسر للقرآن” والعقل نعمة عظيمة من أعظم نعم الله، ومن خلاله يستطيع المرء أن يدرك ما حوله، ويتعلم ما الذي ينبغي عليه أن يأتيه أو يجتنبه، وبه يعرف المرء ربه، ويعرف نفسه ويهذبها، ويبصر طريقه ويبني علاقات وطيدة، ويعقد صلات حميمة مع من حوله وينتفع هو وينفع غيره، عباد الله أقول قولي هذا، وأستغفر الله العليّ العظيم لي ولكم، فادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

sdytm165@gmail.com

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *